“انتصار الحصائري”.. تنشد العدالة في الذكرى السابعة لرحيلها
بطلقات نارية واعتداء مروع بآلة حادة طالت يد الغدر الناشطة المدنية والصوت النسوي الحر “انتصار الحصائري”، رفقة عمتها قبل سبع سنوات في العاصمة طرابلس.
اغتيال سياسي متكامل الأركان أوقف حياة الحصائري التي اختار قاتلوها نهاية بشعة لحياتها، بعد العثور عليها في صندوق سيارتها المركونة على الطريق العام صبيحة 24 فبراير عام 2015، ليتوقف الزمن في سكون غاب عنه حضورها اللافت وصوتها الحر الذي صدحت به في ميادين الدفاع عن حقوق الإنسان، في وقت شهدت فيه البلاد سطوة لتشكيلات مسلحة وتيارات أيديولوجية متطرفة تسعى لرسم خارطة البلاد وفق رؤاها الإقصائية، وإسكات أي صوت وطني يرفض سياقاتها.
انتصار التي وُلدت عام 1980 درست القانون وتخرجت في أكاديمية الدراسات العليا عام 2010، هي إحدى مؤسسات حركة “تنوير”، التي تعد مجموعة غير سياسية تروّج للسلام والثقافة في البلاد، كما كانت من الأعضاء المؤسِّسين لنادي الكتاب للقراءة في العاصمة، وشاركت في احتجاجات مطالبة بدولة ديمقراطية واحترام القانون في ليبيا.
اليوم وبعد مرور سبع سنوات ما زالت روحها تنشد العدالة في ظل عدم توفر أي معلومات عن ملابسات جريمة اغتيالها التي هزت الشارع الليبي، فلا تحقيقات معلنة ولا مشتبه بهم محتملون، لتبقى روحها الفتية التي خرجت من وجدان رفض الارتهان للواقع علامة فارقة في مسيرة نضال الليبيات، اللائي حملن شعار التغيير وتمسكن بحقهن في العيش في مجتمع يحترم الإنسان ويُقدس الصوت الحُر.
ما زالت ذكرى الحصائري حاضرة رغم تباعد السنوات وإرادة الطمس والتغييب، في انتظار أن يُفتح ملفها وتتحقق العدالة الغائبة التي طالت ناشطات أخريات جمع بينهن النضال وباعد بينهن الموت.