اليونان تدخل سوق “الباقر” لبيع البشر.. وليبيا بخير!
لم تنطفئ نار الدول التي نادت بالتدخل السريع في ليبيا، بعد التقرير الذي أشتهر فيها بـ” بيع البشر” ، ما جعله يتمدد أكثر وأكثر عابرا القارات، وهذه المرة في اليونان، التي نظم فيها مهاجرون أفارقة، أمام مبنى البرلمان في أثينا وقفة احتجاجية على ما بثته قناة السي إن إن، وهذا الفعل يفهمه أي متضامن مع حقوق الإنسان، والذي يُنادي بالدولة المدنية التي تضمن الحريات، ولا لبس فيه بالطبع، إن كانت النوايا تتجه صوب ترسيخ مفهوم الإنسانية بشكل عام، لا أن تتجه إلى أغراض سياسية، وقودها الأفارقة.
ولأن الحطب أصبح يشتعل خارج ليبيا، علينا العمل لإطفائه بشكل عقلاني، لا عاطفي، وهذا التزاما أخلاقيا منّا بأننا سنعود للحديث عن هذا الموضوع، إن حدث أي جديد بخصوصه، ولكن هذه المرة سنتطرق إلى صاحبة التقرير نفسها “نعمة الباقر” التي روّجت التقرير وادعت بأن ما حدث، بيع للرقيق، وسنُعيد معًا بعض التفاصيل من الحدث نفسه، وأهمّها أن الصحفية ظهرت في إحدى السيارات التابعة للجماعات المسلحة، وأدخلت كاميرا “سرية” كما رُوّج للخبر.. وهُنا تحديدا علينا التفكير بعُمق، ونطرح التساؤل التالي: هل أوهمت الصحفية الجماعات المسلحة بأن تقريرها عن الهجرة غير القانونية، ودور الجماعات المسلحة فيها؟.. قُلنا أوهمت، لأنه من غير المعقول أن تُساعد الجماعات المسلحة الصحفية، على تقرير يفضح تورطّهم في سوق “بيع البشر”. والأهم من هذا، إن كانوا كذلك، كيف أفلتت منهم “الباقر” ولم يتم بيعها أو خطفها لابتزاز قناتها بدفع فدية مقابل إطلاق سراحها.. أسئلة تدور في فلك المجهول، ولا إجابات لها، لكون الخبر أو الحدث من أساسه، غير منطقيّ من الناحية الواقعية للمشهد الذي أظهرته قناة السي إن إن.
وبالعودة إلى المظاهرة التي نظمها مهاجرون أفارقة في اليونان، أمام مبنى البرلمان في أثينا، علينا الاعتراف بأنه كان بودّنا أن نُعرّج على الأدب اليوناني، لكونه طرح فكرة “العبودية” و”الحرية” بشكل أكثر وضوحا في رائعة نيكوس كازنتزاكي “زوربا” التي قال في إحدى صفحاتها: “الحرية هي أن تهوى شيئاً ما، وأن تجمع قطع الذهب، وفجأة تتغلب على هواك وتلقي بكنزك في الهواء”، وهذا الطرح والمفهوم الكبير لفكرة الحرية، يقودنا إلى أن الحطب المشتعل خارج ليبيا والذي يحاول البعض أن يصل ليبيا ويحرقها، لم يستوعب أن الشعوب الأكثر حرية في العالم، لم تتخلص من عُقدة الذهب، وأنها ما تزال تراه احتياطا للعالم، وأن البشر آخر اهتماماتهم.
ولنا عودة إن تطوّر الحدث وصمت الجميع.. لأننا لن نسكت!