اليوم الأخير في حياة رجل شجاع
أصبح “أرنو بلترام” ضابط الشرطة الفرنسي، بطلاً قومياً حقيقياً في فرنسا وحديث وسائل الإعلام خارجها، وذلك بعد تضحيته بحياته لإنقاذ رهائن احتجزهم إرهابي داعشي ، يوم الجمعة الماضية، في مدينة كركاسون جنوب فرنسا وأعلنت الرئاسة الفرنسية أنها ستقيم تكريماً وطنياً له.
القاتل وهو من أصل مغربي يدعى رضوان لقديم (25 عاماً)، حمل مسدساً وسكيناً وعبوات ناسفة لقي مصرعه برصاص قوات الأمن بعد هجوم دامٍ بدأ في كركاسون، انتهى داخل سوق عام في تريب البلدة القريبة، حيث احتجز عدة أشخاص رهائن.
شهامة وشجاعة اللفتنانت كولونيل أرنو بلترام (45 عاماَ) تجلت خلال عملية احتجاز الرهائن، حيث تطوع ليحل محل امرأة كان المهاجم يحتجزها.
وبعد فترة فتح الإرهابي الذي بقي بمفرده مع الدركي، النار على هذا الأخير ما شكل إشارة انطلاق هجوم قوات الأمن الذي انتهى بمقتل المهاجم. وتوفي بلترام الذي أصيب إصابة خطيرة، السبت، متأثراً بجروحه ما أثار موجة حزنٍ عارمة في البلاد. وصرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه “يستحق أن يحظى باحترام الأمة ومحبتها”.
ووجه مسجد باريس الكبير تحية لـ«شجاعة وقيم والتزام» الضابط بلترام.
وذكرت الصحف أن بلترام الذي تعرض لأربع رصاصات في النصف الأعلى من جسده، تزوج من خطيبته ماريل وهو على فراش الموت بأحد مستشفيات كراكسون، بينما كان مقرراً أن يتزوجا في وقت لاحق من العام الحالي.
وأصيب في الهجوم ثلاثة أشخاص، أحدهم لا يزال في غرفة العناية الفائقة.
وقال سيدريك شقيق بلترام إن أخاه “كان يعرف أن لا أمل فعلياً في النجاة لكنه لم يتردد لحظة في القيام بواجبه”.
وفي عام 2005 خدم بلترام في العراق، ضمن قوات حفظ السلام. وحينما عاد إلى فرنسا، التحق بالحرس الجمهوري الفرنسي، وتم تكليفه بحماية قصر الرئاسة.
وفي العام الماضي، تم تعيينه نائباً لرئيس الدرك في إقليم أود الفرنسي الذي يضم بلدة كراكسون التي شهدت الهجوم الجمعة.
وبلترام هو سابع عنصر من قوات الأمن الفرنسية يلقى حتفه في هجمات إرهابية مماثلة منذ 2012.
من جانبها، أشادت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بـشجاعة وتضحية ضابط الشرطة الفرنسي، واصفة إياها بأنها لن تُنسى.
وفي كركاسون، عبّر السكان عن صدمتهم وحزنهم، وقالت خديجة (52 عاماً) بصوت مرتعش “كنا نقول: إن مثل هذه الأمور لا تحدث إلا في المدن الكبيرة”