اليوفي لخصومه: نحن أصل الريمونتادا
أيمن السراري
في يوم قرعة ربع نهائي دوري الأبطال قام بعض مشجعي برشلونة بالتهليل والفرح لأن القرعة أوقعتهم مع اليوفي .. هنا فكرت كثيرا وسألت نفسي هل برشلونة سيلعب مع اليوفي أم مع سبورتينغ خيخون ليفرحوا كل هذا الفرح .. مشجعو اليوفي راقبوا تفاعلات جماهير النادي الكتالوني بصمت، لأن الكلام وقتها لايجدي نفعاً لأن الأفعال هي التي تبقى ، جاءت مباراة الذهاب بين اليوفي وبرشلونة والتي لم يفهم فيها رفاق ميسي شيئاً، بعد التغلب عليهم بالثلاثة، ليخرج علينا بعدها لاعبو الفريق ومدربهم ليمتعونا بتصريحاتهم الريمونتادية ليقولوا بأن الريمونتادا الثانية ستكون أمام اليوفي، هنا ضحكت من كل قلبي، هل فعلاً هم جادون بقولهم هذا الكلام؟ أم أنهم يعتقدون أن اليوفي هو باريس ، رد لاعبي سيدة إيطاليا جاء سريعا على تصريحات المدرب ولاعبيه في مباراة الإياب والكل شاهد مالذي حدث، أليغري واللاعبون أعطوا درسا في الغرينتا والتكتيك مجاناً، عزيزي البرشلوني هل تعلم ماهي الريمونتادا؟ أنا سأجيبك ، الريمونتادا هي أن تعود بعد عشر سنوات من الدرجة الثانية لتفوز بالبطولات وتكون في هكذا مستويات.
“اليوفنتينيون” يعرفون حقيقة المهزلة التي حصلت في موسم 2006/2007، عندما “أُهبط” يوفنتوس إلى الدرجة الثانية، وسحبت الألقاب من خزائنه، وهو أمر سمح لإنتر ميلان بنيل اللقب، بعد أن كان في المركز الثالث.. هذه قصة طويلة لها ذيول وتداعيات كبيرة وكثيرة يعرفها كل مُنْصِف، ولا أريد أن أتوقف عندها كثيرا.
كثيرة هي الأقوال “الطاعنة” و”المُشكّكة” في “اليوفي”، وهناك من يعتقد أنه يمكن أن ينهار إذا خسر مباراة أو بطولة، لكن ما يعرفه “اليوفنتينيين” ويُغْمِض المشكّكون عنه العيون أن اليوفي يعرف كيف ينهض مجددا إذا ما تعثر، وهنا أريد أن أسوق بعض الحقائق والأمثلة ليعرف من اعتاد أن يُشكّك ب”اليوفي” ماذا أقصد، أو كيف يمكن أن تكون “قوة العزيمة”. عاد يوفنتوس إلى “الكالتشيو” في موسم 2007 / 2008 وفي أول موسم له بعد الصعود إلى الدرجة الأولى حقق المركز الثالث بقيادة المدرب كلاوديو رانييري، ليتأهل بذلك إلى دوري الأبطال ويتصدر مجموعته التي كان يتواجد فيها كل من ريال مدريد، وزينت سان بيترسبورغ الروسي، وباتي بوريسوف البيلا روسي، إذ تأهل إلى دور الـ 16 لمواجهة تشيلسي. لسنا هنا بصدد الحديث عن دوري الأبطال، لأن يوفنتوس –باعتراف الجميع- ليس محظوظا في هذه البطولة، وأن التشكيك المستمر ب”سيدة إيطاليا” لا يلغي أن اليوفي صعد إلى النهائي 8 مرات، .. آخرها كان أمام برشلونة في 2015 لكنه لم يفز سوى في نهائيين.
عودة إلى “الكالتشيو” فعندما عاد يوفنتوس بعد انتظار خمس سنوات ليتربع على العرش، والعودة إلى نغمة الانتصارات اللافتة، و”تأديب” كل منافسيه، حيث أنه في أول موسم بقيادة أنطونيو كونتي لم يخسر الفريق في أية مباراة ليتوج باللقب بعد سنوات من الغياب، ثم توالت التتويجات مع كونتي لثلاث مواسم متتالية، ليأتي بعدها ماسيمليانو أليغري ليُطمئن قلوب بعض الفرق الأخرى بقدومه لاعتقادهم أنه كان مدربا فاشلا لكنه أكمل مسيرة يوفنتوس في ضرب الخصوم واحدا تلو الآخر حتى هذا الموسم كل الفرق تلعب لأجل الحصول على المركز الثاني وهنا أتذكر أنه و بعد خسارة اليوفي من قطبي ميلانو خرجت بعض الجماهير وطمأنت نفسها بأن هذا اليوفي يمكن منافسته، يبدو أنهم نسوا الموسم الماضي عندما كان الفريق في المركز الخامس عشر حتى الأسبوع العاشر ثم عاد ليفوز بالبطولة قبل نهاية الدوري بجولاث ثلاث، فلا اليوفي ولا جماهيره ستنسى مهزلة الكالتشيو بولي، وسيستمر الفريق في الفوز في إيطاليا، لكن إصراره سيظل بلا توقف نحو أوروبا هذا الموسم، فاليوفي وإن كان الموسم لم ينته بعد والفريق مقبل على مواجهات حاسمة في دوري أبطال أوروبا والدوري الإيطالي وكأس إيطاليا، إلا أن الواضح أنه يقول لمنافسيه في كل مباراة: “نحن أصل الريمونتادا”.