الولايات المتحدة تشيد بنتائج باليرمو
رحّبت الخارجية الأميركية بالنتائج التي أعلنتها الحكومة الإيطالية في أعقاب مؤتمر باليرمو الدولي لبحث سبل إنهاء الأزمة الليبية، الذي عقد يومي الـ12 والـ13 من نوفمبر الجاري بحضور اللاعبين الأساسيين في الملف الليبي محليا وخارجيا.
بيان صدر عن المتحدثة باسم الخارجية الأميركية “هيذر نويرت” أشار إلى أن هذا المؤتمر جمع القادة الليبيين والدوليين للنهوض بالهدف المشترك المتمثل في مساعدة المؤسسات الليبية على كسر الجمود السياسي وضمان مستقبل آمن ومزدهر لكافة الليبيين.
وجدد البيان دعم الولايات المتحدة القوي للمبعوث الأممي غسان سلامة، وخطة العمل الخاصة بالأمم المتحدة التي أعيد تقويمها وتقديمها إلى مجلس الأمن الدولي في الـ8 من نوفمبر الجاري، الداعية إلى عقد مؤتمر وطني تقوده ليبيا في الأسابيع الأولى من العام 2019، لتبدأ العملية الانتخابية اللاحقة في ربيع ذات العام.
وحثّ البيان كافة الليبيين على العمل بشكل بنّاء مع “سلامة” لتحقيق أهداف عملية دستورية شاملة، وإجراء انتخابات موثوقة وسلمية ومُعدّة بشكل جيد، مجددا التزام الولايات المتحدة بضمان مساءلة جميع من يقوضون سلام ليبيا وأمنها واستقرارها.
وأشار البيان إلى ما شدد عليه مؤتمر باليرمو الدولي بأنّ تحقيق أي تقدم سيتطلب اهتماما مستمرا بالجوانب الاقتصادية والأمنية للصراع، مبينا أن الولايات المتحدة تتلمس بوادر مشجعة من خلال التزام حكومة الوفاق بالتعجيل بتنفيذ إصلاحات شاملة في مجالي النقد والدعم المالي، التي تحتاج إليها ليبيا على وجه السرعة؛ لتحقيق الاستقرار في اقتصادها.
وأضاف البيان أن تعزيز شفافية المؤسسات الاقتصادية الليبية بما في ذلك مصرف ليبيا المركزي، يبقى عملا حاسما بالقدر عينه، إذ ستدعم الإصلاحات الحوار الذي تشتد الحاجة إليه بين الليبيين حول تعزيز الشفافية المالية والتوزيع الأكثر عدلا لموارد البلاد النفطية.
وتطرّق البيان إلى استعداد الولايات المتحدة لدعم حوار اقتصادي بنّاء على طلب ليبيا، وبالتنسيق الوثيق مع بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، مشيدا في ذات الوقت بقيادة سلامة للتخفيف من العنف المتزايد في طرابلس، وشراكة البعثة الأممية بشكل مستمر مع حكومة الوفاق؛ لوضع ترتيبات أمنية أكثر ديمومة للعاصمة الليبية، مع الترحيب بالخطوات المهمة التي اتخذها رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج؛ للبدء بإنشاء قوات أمن وطنية قادرة تحت السيطرة المدنية.
وأعرب البيان عن فخر الولايات المتحدة بالوقوف إلى جانب كافة الليبيين المستعدين لاغتنام هذه الفرصة المهمة؛ لوضع بلادهم في مسار يتجه نحو مستقبل أكثر إشراقا لجميع المواطنين، بعد أن عانى الشعب الليبي كثيرا من انعدام الأمن وفساد النخب السياسية والجماعات المسلحة التي تستمر في نهب الموارد التي تعود إلى كافة الليبيين، ونقص الفرص الاقتصادية والخدمات الأساسية، في وقت يستحق فيه الشعب الليبي أفضل من ذلك.
واختتم البيان بإعراب الولايات المتحدة عن تقديرها العميق لحكومة إيطاليا على قيادتها لاستضافة مؤتمر باليرمو الدولي، مع التطلع قُدماً إلى مواصلة الشراكة الوثيقة مع كافة الشركاء الدوليين، في الوقت الذي يسعى فيه الشعب الليبي إلى إنشاء حكومة موحدة ومستقرة يجب أن تقف في نهاية المطاف وحدها في وجه الإرهاب وتوفر الأمن والازدهار لكل الليبيين.