“الوفاق” وسطوة الباب العالي
عبدالوهاب قرينقو
آخر مستجدات الاتفاقية المثيرة للجدل التي وقعها الحاكم التركي مع عامله في ليبيا فائز السراج بخصوص تحديد المجالات البحرية، هي تصريح لأردوغان ، مؤداه :”لا تراجع عن موقف تركيا الحازم في ليبيا”.
سلطان الترك العثماني الجديد الذي يريد جر بلادنا الجريحة إلى عصر 400 سنة من التخلف-ثانيةً- عاشت خلاله ليبيا تحت نير أكثر الحضارات الإسلامية حمقاً واستبدادا، يُصرح متبجحاً اليوم بأن بلاده قد أرسلت الاتفاقية المريبة مع عامله السراج إلى الأمم المتحدة، مدعياً بأن تركيا تواصل ما زعم أنه حقوقها الدولية وأن عمليات التنقيب في البحر المتوسط لن تتوقف!!
فلينقب السلطان الغازي في بحر الروم كما شاء .. ولكن ما يهمنا ويثير حفيظة كل ليبي حر، قوله بألا تراجع عن :”موقف تركيا الحازم في ليبيا”!!، ما يشي بأن اتفاقيته -المثيرة للجدل والاحتجاج والإدانة ليبياً وإقليمياً ودوليا- هي أبعد من مجرد ترسيم حدود بحرية بل تتجاوزها إلى الإصرار على موطأ قدم عثماني متخلف في ليبيا.
أردوغان يوقع ويأخذ شرعية قراره من مجلس نواب بلاده ويدخل الاتفاقية حيز التنفيذ فيما تراوح حكومة الوفاق – ببيدقها المتشبث بسلطة ميليشياوية مفيوزية – مكانها مع رفض مطلق من البرلمان الليبي والسواد الأعظم من أبناء الشعب الليبي لهذه الاتفاقية المشبوهة.
حكومة الوفاق في حالة انتظار دائم لتعليمات السلطان الأحمق، فلا تصدر إلا المزيد من الارتباكات .. نعم هي في انتظار تعليمات الباب العالي دون أن تقنع مبرراتها أحد في ليبيا، إلا القلة ممن دار في فلكها ودخل معها المعمعة تلو الأخرى في وقت لا ينقص فيه البلاد المزيد من الفوضى والتخبط والتفريط في السيادة والمكانة المرموقة بين دول العالم.