الوطنية لحقوق الإنسان: “بيع البشر” كارثة وليبيا “كبش فداء”
انقسم موقف اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، تجاه التقرير الصادم الذي نشرته قناة “سي ان ان” الأمريكية والذي كشف عن وجود سوق للنخاسة في ضواحي أحد المدن الليبية، لبيع المُهاجرين الأفارقة، والمُساومة على أسعارهم من قبل عصابات الجريمة وشبكات مهربي البشر، حيث أدانت اللجنة بدورها هذه الانتهاكات والجرائم المُشينة بحق المُهاجرين واللاجئين في ليبيا، والتي تتنافى مع القيم الإنسانية والدينية والوطنية للمجتمع الليبي، إلا أن اللجنة لم تتوقف عند موقف الإدانة والاستنكار فقط، بل شددت على انزعاجها وقلقها الكبيرين حول ما وصفته بالمعلومات “المغلوطة” والمُبالغ فيها، والتي جاءت في تقرير القناة الأمريكية لكارثة “سوق النخاسة” على أنه حدث مُعلن ويستسيغه الليبييون بطبيعتهم، الأمر الذي حاولت القناة الترويج له على حساب أزمة اللاجئين الإنسانية.
وأعربت اللجنة عن تخوفها حيال مصير المهاجرين واللاجئين الأفارقة العائدين الي ليبيا من أوروبا والذين لازالوا في ليبيا ، محذرة من مغبة الإبقاء علي المهاجرين واللاجئين الأفارقة في ليبيا، مُوضحة بأن تجارة الرقيق طالت حالت معدودة وما تزال سريه وغير مُنتشرة حتى الآن ، ولا توجد بشكل معلن في ليبيا كما رُوِج لها، مُحذرة من بعض السياسات والمواقف والتصريحات الأوروبية بشكل عام والإيطالية بشكل خاص والتي تهدف إلى استغلال أزمة ليبيا مع المُهاجرين غير القانونيين بتضخيم معاناتهم، لابتزاز السلطات الليبية والضغط عليها للوصول الى أهداف ومصالح سياسية من بينها استغلال نظام اللجوء للمهاجرين وتوطين المهاجرين واللاجئين في ليبيا وتحويلها إلى “كبش الفداء” بجعلها وطناً بديلاً للمهاجرين عن أوروبا.
وطالبت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا ، مكتب النائب العام ووزارتي الداخلية والعدل بفتح تحقيق شامل إزاء هذه الجرائم والانتهاكات المشينة بحق المهاجرين واللاجئين بمراكز الاحتجاز والايواء التابعة لجهاز مكافحة الهجرة غير القانونية وكذلك العمل على ملاحقة قادة عصابات الجريمة المنظمة وشبكات تهريب وتجارة البشر في ليبيا وتقديمهم للعدالة ومحاسبتهم.
وقالت اللجنة إنها تطالب مفوضية الاتحاد الأوروبي ومفوضية الاتحاد الأفريقي ودول جوار ليبيا بالتعاون مع السلطات الليبية في وضع إستراتيجية تقضي بالتعاون مع بلدان المصدر وتأمين الحدود مع دول الجوار ، والعمل على إنشاء مشاريع لتنمية اقتصادية ومكانية وبشرية ودعم اقتصاد البلدان النامية في إفريقيا، التي تعد بلدان المصدر لهؤلاء المهاجرين، وكذلك الضغط على دول جوار ليبيا للتعاون في تأمين الحدود في الجنوب، باعتبارها أبرز ممرات العبور إلى ليبيا.