الوضع الوبائي: ليبيا في المستوى الثالث من حيث مستوى خطورة السفر
أصدرت كلية الطب في جامعة طرابلس تقريراً شاملاً عن الوضع الوبائي لانتشار فيروس كورونا في ليبيا وعلاقته بالأوضاع الإقليمية والعالمية وعلاقة كل منحى والتأثير في الحالة الليبية، من إعداد الدكتور طارق جبريل أستاذ علم الأوبئة الجزيئي.
وأُعِدَ هذا التقرير اعتماداً على بيانات المركز الوطني لمكافحة الأمراض حتى تاريخ 30 ديسمبر 2021 م وبيانات منظمة الصحة العالمية حتى تاريخ 28 ديسمبر 2021 م.
الوضع الوبائي العالمي
ذكر التقرير أن منظمة الصحة العالمية سجلت هذا الأسبوع ارتفاعاً طفيفاً في إعداد المصابين عما تم تسجيله الأسبوع الماضي بنسبة بلغت 11% مدفوعة بزيادة قياسية في أعداد الحالات المسجلة في منطقة الأميركيتين حيث بلغت 39% عما سجل الأسبوع الماضي، في حين انخفضت أعداد الوفيات بنسبة بلغت 4% عن الأسبوع الماضي.
وتزامن هذا مع تسجيل منطقة شرق المتوسط انخفاضا في عدد الحالات والوفيات هذا الأسبوع أيضاً بلغت 3% و7% عما سجل الأسبوع الماضي.
دول نقاط العبور
أوضح التقرير أن دول الجوار وبعض الدول التي تمثل وجهات سفر رئيسية للمواطن الليبي تشكل أهمية كبيرة كمصدر أساسي للعدوى، فبحسب تصنيف مركز مكافحة الأمراض الأميركي لمستوى الخطورة بالنسبة للسفر “حيث يتم حساب معدلات الإصابة وعدد الاختبارات مقارنةً بعدد السكان خلال 28 يوماً”- وبهذا صنفت تركيا والأردن في مستوى الخطورة الرابع والأكثر خطورة للسفر في حين تم تقدير مستوى الخطورة للسفر إلى ليبيا وتونس ومصر ومالطا على المستوى الثالث والذي يشترط التطعيم للسفر.
الوضع الوبائي في مصر وتونس
نبه التقرير إلى أنه نظراً لما تمثله مصر وتونس للواقع الاجتماعي والاقتصادي في ليبيا و تأثر الوضع الوبائي في ليبيا بالوضع الوبائي في كلا البلدين، فإن دراسة الوضع الوبائي لهذه المنطقة مهم لتفهم واستقرار الوضع المحلي، ففي حين تشهد تونس وضعاً وبائياً مقلقاً نتيجة لزيادةٍ في أعداد المصابين حيث بلغت نسبة الحالات 11% نهاية هذا الأسبوع، مقارنةً بــ 5% نهاية الأسبوع الماضي، تزامن هذا مع زيادة في أعداد المرضى بالمستشفيات بلغت 16% عما سجل نهاية الأسبوع الماضي.
الوضع الوبائي في ليبيا
رصد التقرير الوبائي أنه بناءً على البيانات الصادرة من المركز الوطني لمكافحة الأمراض لا تزال الحالة الوبائية في ليبيا تُصنف حسب التصنيف العالمي في حالة الانتشار المجتمعي، حيث بلغت عدد الإصابات الكلية 388183 حالة وعدد الوفيات 5696 حالة وفاة.
ونوه تقرير كلية الطب إلى أنه اعتماداً على بروتوكولات التعافي المعتمدة من المركز الوطني لمكافحة الأمراض وتقدير عدد الحالات، قد تحتاج إلى رعاية طبية قد قدرت عدد الحالات النشطة 8421 حالة نهاية الأسبوع بزيادة 6% عن الأسبوع الماضي وقدرت عدد الحالات التي قد تحتاج إلى رعاية طبية “داخل المرافق الصحية” خلال الأسبوع الماضي 204 حالة بزيادة بلغت 12% عن الأسبوع الماضي.
وسجل المركز الوطني هذا الأسبوع زيادة طفيفة في عدد الاختبارات التي تم إجراؤها يومياً مقارنةً بالأسبوع الماضي وقد بلغ متوسط الاختبارات الأسبوعي حوالي 5046 اختبار يومياً بزيادة بلغت 12% عن الأسبوع السابق وقد رافق ذلك ارتفاع في أعداد الحالات الموجبة المسجلة حيث بلغ المتوسط الأسبوعي لعدد الحالات المسجلة 679 حالة يومياً مقارنةً بعدد الحالات المسجلة في الأسبوع الماضي بزيادة بلغت 12% واستقر مؤشر نسبة الحالات الموجبة على متوسط أسبوعي 13% نهاية هذا الأسبوع أيضاً.
كما سجلت مراكز رصد الوفيات الخاصة بالكورونا التابع للمركز الوطني لمكافحة الأمراض ارتفاعاً في متوسط عدد الوفيات حيث بلغ 12 حالة يومياً واستقر مؤشر معدل الوفيات للأسبوع الخامس عند 1.55 %.
الحالة الوبائية في ليبيا حسب المناطق الصحية
تشهد معظم المناطق الصحية انخفاضاً واستقراراً في أعداد الحالات المسجلة أسبوعياً ولايزال عدد المناطق المسجلة لأكثر من 100 حالة لكل 10 ألف مواطن، منطقتين وهي طرابلس والزاوية في حين ارتفع عدد المناطق التي سجلت أكثر من 50 حالة لكل 100 ألف مواطن إلى 3 مناطق هي الجبل الغربي والمرقب والجفارة.
وأرجع التقرير عدم تسجيل أي حالات في العديد من المناطق إلى قلة عدد الاختبارات التي يتم إجراؤها يومياً وسوء توزيعها جغرافياً والذي يشكل عائقاً لقراءة الوضع الوبائي بصورة دقيقة.
الخلاصة
استنتج التقرير نقاطاً عدة خلص إليها لتوصيف الحالة العامة لانتشار الوباء مؤداها أنه بالرغم من تسجيل زيادات قياسية في أعداد الحالات في بعض البلدان نتيجة دخولها في الموجة الرابعة للوباء في معظم الصحية العالمية لا يزال يتمتع باستقرار نسبي، وبالرغم من سرعة انتشار المتحور أوميكرون عالمياً إلا إن منطقة الشرق الأوسط ودول الجوار لا تزال تتمتع باستقرار نسبي في الوضع الوبائي.
وتشير المؤشرات الوبائية بدخول جمهورية مالطا في موجة رابعة للوباء قد تكون مرتبطة بانتشار المتحور أوميكرون وعليه يجب فرض اجراءات احترازية اضافية على القادمين من مالطا.
كما تشهد تونس زيادة مقلقة في عدد الحالات تتزامن مع تسجيل زيادة ملحوظة في أعداد المرضى في أعداد المرضى في المستشفيات. ازدياد عدد الحالات في تونس يمثل مصدر قلق كبير لليبيا حيث تؤكد المؤشرات الليبية للوباء على توافق كبير للمنحنيات الوبائية في ليبيا مع نظيرتها في تونس مع اختلاف الحجم.
ولا يزال الوضع الوبائي في البلاد يشهد استقراراً هذا الأسبوع بالرغم من تسجيل ارتفاعات ملحوظة في بعض المؤشرات مما قد ينبئ بتغير في الوضع الوبائي خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
ولاحظ التقرير أن تدني عدد الاختبارات التي يتم إجراؤها في المنطقتين الجنوبية والشرقية إلى أقل من 20 اختباراً لكل 100 ألف مواطن يشكل عائقاً لقراءة الوضع الوبائي بصورة دقيقة وعلى سرعة أجهزة الدولة في اتخاذ الإجراءات المناسبة.
التوصيات
وخرج تقرير كلية الطب بجامعة طرابلس إلى عدة توصيات تساهم في مكافحة انتشار الفيروس وخروجه عن الاستقرار النسبي وذلك بعد نقاط منها وجوب إطلاق حملات تطعيم مكثفة وتغيير استراتيجية التطعيم وذلك بزيادة التركيز على الفرق المتنقلة بدل من المراكز الثابتة وذلك للوصول إلى النسبة المستهدفة للتطعيم.
توسيع وتكثيف حملات التوعية وإجراء الاختبارات خصوصاً في المناطق الجنوبية والشرقية.
العودة لفرض الإجراءات الاحترازية في أماكن العمل ومراكز التسوق والأماكن العامة واتخاذ الإجراءات القانونية لضمان الالتزام بها.
استمرار دعم مراكز الفلترة والعزل لرفع القدرة الاستيعابية الفعلية، ودعم برنامج مكافحة العدوى بمراكز العزل ومراقبة عمل لجان مكافحة العدوى من قبل الجهات الحكومية.
دعم ورفع كفاءة فرق الرصد والاستجابة السريعة وفريق إدارة المعلومات الخاص بالجائحة وذلك لتوفير المعلومات الوبائية بشكل يومي ومستمر.