“الوساطة الإيطالية” و”عُقد الحوار” تحت مجهر “البلاد”
ناقشت حلقة برنامج “البلاد” أمس السبت، إمكانية نجاح محادثات اللجنة البرلمانية التي شكلها رئيس مجلس النواب حول القاعدة الدستورية، وكيف يمكن مواجهة التوسع السيئ لكورونا في ليبيا؟ وأين يقف ملتقى الحوار السياسي الليبي؟
المبادرة الإيطالية
أوضح الصحفي الإيطالي ماسيميليانو بوكوليني من موقع ديكود 39: أن إيطاليا ترغب في لعب دور الوساطة في ليبيا. لافتا إلى أن وحدة ليبيا واستقرارها في صلب اهتمام السلطات الإيطالية، لذلك الجميع يتمنى من الوفود الممثلة لمجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة الاتفاق حول القاعدة الدستورية والذهاب إلى الانتخابات يوم 24 ـ ديسمبر المقبل.
وقال “بوكوليني”، إن الحكومة الإيطالية من الداعمين للانتخابات البرلمانية والرئاسية في ليبيا. متمنيا ألا تكون هناك أي عراقيل تسبب تأخر الانتخابات، بعد فشل لجنة الحوار في جنيف. والحكومة الإيطالية تعمل كوسيط بين كل الأطراف المختلفة.
ونسأله، من هي الشخصيات السياسية التي ستكون حاضرة في روما لمناقشة القاعدة الدستورية؟ فيقول: “ليس لدينا أسماء حتى الآن. بسبب السرية التامة حول المبادرة. ما أعرفه أن هناك ممثلين عن مجلس النواب والدولة”.
يعتقد “بوكوليني”، أن هناك نسبة نجاح كبيرة لإيطاليا في لعبها دور الوسيط للوصول إلى الانتخابات الليبية، ولكن في حالة فشل هذه المبادرة فهذا راجع إلى الأطراف الليبية الرافضة للانتخابات.
ملف الهجرة
أشار “بوكوليني”، إلى أنه في السابق كان هناك تنافس واضح بين فرنسا وإيطاليا حول الملف الليبي، ولكن منذ ستة أشهر ونحن نكتب في عدة منابر إعلامية أن ذلك التقارب بين فرنسا وإيطاليا ضيق لأن هذا التقارب كان من الجانب الاستخباراتي فقط. أما الآن فهناك صفحة جديدة من التفاهم بين فرنسا وليبيا.
وأكد “بوكوليني”، ليس هناك تغيير نوعي من قبل الحكومة الإيطالية تجاه الملف الليبي لأن إيطاليا تدعم ليبيا كلها وتحاول فتح خطوط الحوار مع الشرق والغرب.
قال الصحفي ماسيميليانو بوكوليني إن هناك بعض الأطراف السياسية الليبية لا تريد تمويل خفر السواحل الليبي، وفي ذات الوقت الحكومة الإيطالية مستمرة في دعم خفر السواحل الليبي تقنيا ولوجستيا، وموقف إيطاليا واضح من وجود المرتزقة والقوات الأجنبية في ليبيا وهو ضرورة العمل على إخراجهم، وفي وجودهم سيكون من الصعب جدا تحقيق أي نوع من الاستقرار.
وفي ختام الحوار، قال “بوكوليني” إن الموقع الإلكتروني ديكود 39، موقع إخباري جديد، ويمكن اعتباره نافذة إيطاليا على العالم العربي والإنجليزي.
فشل ملتقى الحوار
وفي المقابل، قال الباحث السياسي السنوسي إسماعيل: حين أخفق ملتقى الحوار السياسي في التوصل إلى توافق حول القاعدة الدستورية في جلساته طيلة الأيام الخمسة في جنيف أصبح أمام أزمة حقيقية، وفشل كبير ليس في صالح البلاد.
وبالتالي نجح من صنع هذه التفرقة داخل الملتقى دون التعرض لعقوبة. وهنا نضع اللوم على بعثة الأمم المتحدة التي لم تتعامل مع المعرقلين بصرامة.
ويرى ” إسماعيل”، أن الفرصة أمام ملتقى الحوار السياسي ما زالت قائمة لتحقيق التوافق والاجتماع مرة أخرى من أجل مستقبل البلد. منوها بوجود توافق على القاعدة الدستورية باستثناء شروط الترشح التي أحدثت إشكالية.
يتمنى “إسماعيل” نجاح الانتخابات المقبلة بحكم الاضطرار والضرورة، ومن يحلم بالتأجيل لا يضمن ما الذي سيكون عليه الوضع في المستقبل الذي سيصبح أكثر سوءاً من الآن.
وتوقع ضيفنا، ذهاب ليبيا إلى انتخابات برلمانية ورئاسية، داعيا للاستفادة من الظرف التاريخي.
انتشار كورونا
قال اختصاصي الأمراض الصدرية الدكتور هاشم بالخير: الوضع الوبائي داخل ليبيا سيئ. والمرض ذاهب إلى الانتشار والمشكلة ليست في الحالات الموجبة فقط وإنما في التوسع وانتشاره ما بين المدن.
وتابع: معدل نمو الفيروس في عدد من المناطق كطرابلس ومصراتة والجميل ورقدالين وبني وليد، وزليطن، وغريان وزوارة، والزاوية بنسبة 270٪، ومعدل النمو في الجنوب 480٪، والمنطقة الشرقية 50٪، حسب إحصائيات اليونيسف. هذه الأرقام تدل أن سلالة الدلتا موجودة في ليبيا.
وفي ختام الحوار، أوضح “بالخير”، بأنه لو كان هناك استراتيجية واضحة من الدولة لإدارة ملف كورونا لشاهدنا نتائجها على الأرض. مع ضرورة الفصل بين المدن للحد من التوسع السريع للمرض.