الهوني يميط اللثام عن “مقبرة المياه”
سلطت رواية “مقبرة المياه” والتي صدرت مؤخرا للكاتب محمد الهوني، الضوء على معاناة أفواج اللاجئين الفارين من أتون المعارك وجحيم التطرف والقتال في ليبيا وسوريا والعراق وغيرها من أماكن الموت المجاني، في رحلات الهجرة البحرية طمعا في الوصول إلى فردوس أوروبا المنشود، مغامرة تتسم بالمخاطرة وغياب الضمانات في الوصول بسلامة إلى الضفة الأخرى.
وتطرق الكاتب للتغريبة الجماعية التي يخوضها المهاجرون بعد أن دفعتهم التغيرات السياسية وضياع أمالهم بتحقيق مستقبل مزدهر إلى خوض غمارها في رحلة مكلفة ومحفوفة بالمخاطر.
ليبيا مصدر للمهاجرين
ونقلت صحيفة العرب اللندنية عن الهوني أن ما تسبب في عدم استقرار الوضع في ليبيا وجعلها منبعا وطريق أساسيا للمهاجرين بعد عام 2011 هو سيطرة جماعة الإسلام السياسي على مفاصل الدولة، وتسخيرها لموارد البلاد في خدمة مصالحهم الضيقة، مؤكدا أن الثورة بدأها البسطاء إلا أن هناك فئات منظمة – حسب وصف الهوني – اقتنصت هذه الفرصة لتستولي على كل شيء لتحقيق أهدافها بعد الصعود على جماجم البسطاء.
مؤامرة الإسلام السياسي
وأضاف الهوني أن التجربة الليبية تختلف عن جارتيها تونس ومصر مرجعا ذلك إلى أن النظام في ليبيا كان يمثل الدولة وبسقوطه انهار كل شيء أما في تونس فقد سقط النظام ولكن الدولة باقية.
وقال الهوني أن الثورة في ليبيا تم سرقتها وأنها قد تعرضت لـ”مؤامرة كبرى” من قبل مجموعات الاسلام السياسي التي استغلت عودة الجماهير إلى بيوتها، بعد أملها بحياة كريمة ، لتتاجر بأحلامهم وتضيع دماء من ضحوا في سبيل العيش الكريم، ليستفرد الأخوان المسلمون و من والاهم من الجماعات الإرهابية والمليشيات المسلحة بالسلطة والسيطرة على مقدرات البلاد الاقتصادية والتلاعب بالقوت اليومي للمواطن.
ندعم عمليات حفتر بشروط
وقد علق الهوني على العمليات التي يقودها الجيش الليبي في طرابلس بأنها عملية لاستعادة المدينة من سيطرة المفسدين قائلا بأن حفتر يسعى لتجريد المليشيات من سلاحها وأن يقيم الدولة، وينهي سيطرة الذين يتغذون على الانقسام والفرقة معلنا دعمه للجيش الوطني وللمشير خليفة حفتر.
وقد أكد الهوني على ضرورة أن يكون دعم حفتر مشروطا بالتزامه ببناء أسس الدولة الحديثة، و المبدنية على الحوكمة الرشيدة واحترام خيارات الناس منوهة أن الأولوية الآن هي إقامة الدولة وبعد أن يتم ذلك سيكون لكل حادث حديث.
ويعد محمد عبدالمطلب الهوني، أحد أبرز الكتاب والمفكرين الليبيين المعاصرين، حيث امتهن القضاء في السبعينات قبل أن يقصد إيطاليا ليتحصل على الدكتوراه.
وقد ساهم بدوره في محاولات الإصلاح عندما شغل منصب مستشار لسيف الإسلام القذافي خلال مشروعه الإصلاحي، وله عدة مؤلفات وأبحاث في الأدب والعلم والثقافة.