“النواب” لا يستبعد تشكيل حكومة أمر واقع، وقرار “المؤتمر” الأربعاء
بعد نيويورك، يعود كل الفرقاء إلى الصخيرات، في محاولة جديدة لاستيعاب الاختلافات في الرؤى والتصورات والمواقف أيضاً.
أعضاء البعثة الأممية وصلوا أمس الإثنين إلى الصخيرات إضافة إلى بعض الوفود، فيما وصلت صباح الإثنين كل الأطراف لاستئناف المحادثات". حيث عقد برناردينو ليون لقاءات مكثفة مع عدد منها دامت على مدار أمس الإثنين، بحسب ما صرح به الناطق الرسمي باسم البعثة الأممية.
وفي أثناء هذه الدبلوماسية النشطة واللقاءات الكثيفة جاء إعلان مجلس النواب بتمديد ولايته لما بعد موعد انتهائها في 20 أكتوبرالجاري، في خطوة يرجح بعض المراقبين أن تعمل على تعقيد أجواء الصخيرات، وتصعيب جهود الأمم المتحدة لإنهاء أزمة البلاد. فيما كانت البعثة الأممية والسفراء والمبعوثون الحاضرون في منتجع الصخيرات ينظرون لموعد العشرين من أكتوبر الجاري باعتباره فرصة مناسبة ونهائية لتوقيع الاتفاق والملاحق المرتبطة به، وبحث أسماء حكومة الوحدة.
بعيرة: سيتم "تشكيل حكومة وحدة وطنية بليبيا، حتى لو رفض المؤتمر الوطني العام المشاركة فيها".
وفي إطار التأكيد على منحى مجلس النواب، صرح أبوبكر بعيرة، عضو لجنة الحوار الوطني في المجلس النواب، بأنه سيتم "تشكيل حكومة وحدة وطنية بليبيا، حتى لو رفض المؤتمر الوطني الليبي العام المشاركة فيها".
وقال بعيرة في تصريح لـ "لأناضول" مساء الإثنين: "سيتم بدء مناقشة حكومة وحدة وطنية اليوم الثلاثاء، وذلك بعد مشاورات مكثفة جرت خلال حوار الصخيرات". مضيفاً أيضاً أن "الحوار سيستمر رغم عدم تقديم المؤتمر أسماءً للحكومة حتى الآن، وستتم مناقشة المقترحات للوصول إلى حكومة التوافق".
من جانبه قال عوض عبد الصادق، رئيس وفد المؤتمر الوطني العام الليبي للحوار السياسي في الصخيرات المغربية، إن "اقتراح أسماء لحكومة وحدة بليبيا مرتبط بجلسة سيعقدها المؤتمر الأربعاء في طرابلس".
عبد الصادق: "اقتراح أسماء لحكومة وحدة مرتبط بجلسة سيعقدها المؤتمر الأربعاء"
وإلى جانب وفدي النواب والمؤتمر الوطني العام، يحضر في هذه المرحلة الأخيرة من المحادثات ممثلو الأحزاب والبلديات والقبائل والمجتمع المدني والنساء، وذلك لإجراء حوارات موازية في عدد من البلدان برعاية الأمم المتحدة. حيث أشار صالح مفتاح العلام، المندوب الدائم لليبيا، لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، "ألسكو" إلى أهمية دور المجتمع المدني، في المساهمة بإيجاد حل للأزمة الدائرة في البلاد.
وقال العلام " "المجتمع المدني له دور كبير ومهم في الخروج من الأزمة الحالية التي تشهدها البلاد"، معتبراً أنه "سلطة خامسة"، ومشيراً إلى أن هذا الدور، يكون من خلال نشر ثقافة المواطنة وقبول الأخر، كما أكد أهمية مشاركة المجتمع المدني والقائمين عليه، في الجوانب الثقافية، معتبراً أن "جزءاً من مشكلة المجتمع الليبي، مرتبط بالثقافة".
كما شدد على ضرورة ابتعاد المجتمع المدني عن التجاذبات السياسية، وأن يهتم فقط بأهدافه القائم عليها، من خلال التوعية وتعزيز المفاهيم، بعيداً عن المصالح والمكاسب السياسية. حيث جاء في تقرير صدر الجمعة الماضية عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية أن "أكثر من ثلاثة ملايين شخص تأثروا بالنزاعات المسلحة وانعدام الاستقرار السياسي الذي تشهده ليبيا وقد يكون 2.44 مليون شخص في وضع يستلزم حماية ومساعدة إنسانية".