النواب.. الذكرى الرابعة لـ”القسم الأعظم”
218 | خاص
اليوم تمر 4 أعوام على أداء القسم الأعظم بحماية البلاد ونهضتها، والسعي نحو المصالحة والإصلاح والبناء، بعد انتخابات كان الشعب يظنها قد أضعفت سيطرة التيارات الإسلامية وأعطت المجال للمستقلين والمدنيين بأخذ غالبية الكراسي، لكن الذي حدث أنه وبعد 4 أعوام صار المُقسمون “مقسَّمِينَ ومُقَسِّمين”.
برلمان ضعيف، قفزت عليه كل التيارات الضعيفة وكسبت نقطة لصالحها، فلم يستغل كونه الجهة التشريعية المعترف بها أبدا، بل على العكس تماما، جعلته في موقف محرج نظرا للتسيّب والفساد والانشغال بتوافه الأمور في مقابل الأحداث المؤثرة.
نوّابٌ يلعبون مع بعضهم لعبة الخلاف والشّقاق، في نفس الوقت الذي يعاني فيه الناس في الشوارع من أزماتٍ أثقلتهُم، وجعلتهم متجهّمِين وغاضبين، ومُقدمين على أيّ شيءٍ ممكنٍ في مقابل أن يعيشوا بكرامة.
مجلس نوابٍ غطست أصابع الأمة في الحبر من أجلهم، فعل كل شيء إلا ما عليه فعلهُ، فقد انشغل بالرفض والزمجرة على كل المقترحات الممكنة سواء المحلية أو الأممية أو القانونية أو السياسية، ومارس القطيعة والغياب في الأوقات الصعبة، وحضي بالسفر والفنادق الفاخرة، واكتمل النصاب يوم قرّر أن يزيد رواتبه، لكن حين تعلّق الأمر بالإصلاحات الإقتصادية وبالدستور والوفاق والسيولة والكهرباء والخبز، كانت القاعة فارغة والضمائر غائبة.
4 أعوام على قسم عظيم لم يتجاوز حناجرهم، وصار عهدًا منكوثًا، وهذا ما لن ينساه الليبيون أبدا.. وربما قد يكون درسا مثاليا لعدم اختيار الأشخاص الخطأ مرة أخرى، تحت أي ظرف أو ذريعة.