النطف المنوية تحدٍ من نوع مختلف
طه البوسيفي
قرأت نص تقريرٍ أعدته الزميلة ناهد أبو هربيد مراسلة 218 في قطاع غزة عن نطف منويةٍ يتم تهريبها من سجناء فلسطينيين يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي منعوا من التواصل المباشر مع زوجاتهم وحرمهم وجودهم مكبلين ومقيدي المعصم والحرية من أن يكون لهم سلالة تحمل أسمائهم ويفاخروا بها أمام العالمين .
توقفت كثيراً متأملاً هذا النوع الجديد من التحدي ، وهذه الرغبة الجامحة التي هي بكل تأكيد أعتى وأشرس أنواع المقاومة، ورسالة علنية صريحة للاحتلال بأن الفلسطينيين لن يتركوا أرضهم ولن يكون بوسع آلة الاحتلال أن تفنيهم مهما حاولت .
ما هذه الإرادة المتدفقة ؟
زوجة تنجب طفلاً تسميه “علي” بعد أن نجحت في تهريب نطف منوية من زوجها حين زيارة ، مواقع إلكترونية كثيرة كتبت نقلاً عن نشطاء أن هنالك 50 طفلاً تم إنجابهم بهذه الطريقة وان هذه الفكرة بدأت منذ عام 2002 وما زالت مستمرة إلى اليوم على الرغم من إجراءات الاحتلال المتشددة في التفتيش والمراقبة والحرص الدؤوب على حرمان الفلسطينيين الحق في أن يقاوموهم .
إن الإنجاب عن طريق النطف المنوية يعكس لغة مختلفة وفهماً غير الذي نعرفه عن الحياة ، ويمثل أسلوباً جديداً للمقاومة لم تعهده بنادق الاحتلال المغتصب للأرض ليس باعتباره حاملاً لديانة بل باعتباره ناهباً لأرضٍ ليست له ومحولاً اليهودية من رسالةٍ سماويةٍ إلى جغرافيا لها حدود وحكومة وجيش .
شعرت باهتزازٍ في داخلي وتذكرت حينها أبحاثا وكتباً كنت قد طالعتها عن مقدرة الإنسان الخارقة و كيف أنه الآن وبسبب الكسل والخمول وأيضاً بسب ثورة التكنولوجيا لا يستخدم سوى 1 بالمائة من قدراته الكامنة فيه ، و كأنه منجم ذهبٍ أو بحرٌ عميقٌ في قاعه تكمن الأصداف.
عملية الإنجاب من خلف القضبان كانت قد بدأت عام 2002 وزادت الحالات من 30 طفلاً عام 2015 إلى 50 طفلاً بحلول عام 2018 ، هي إذا في ازدياد ، وتعلن أن الفلسطينيين لن يتوقفوا عن الدفاع عن أرضهم وعن إخراج المحتل منها مهما كلفهم ذلك ، وستكون كل الطرق والوسائل متاحةً لتحقيق هذا الهدف السامي.