النانو عصيده …
سالم الهمالي
فيما يضيع باقي خلق الله وقتهم هدرا، يجرون التجارب في معامل الأبحاث ويبحثون في بطون الكتب، علّهم يجدون حلولا للمشاكل، مثل الامراض او العوائق التي تواجه البشرية وتحد من استعمارها للأرض وسبر أغوارها، نستفيد نحن معاشر المسلمين في توضيح علوم (العصيده)، نتصارع على تحليلها وحرمتها، وما اذا كانت اكبر اجرا بالسمن او الرب او الزيت او العسل، سعيا بلا شك لارضاء خالقنا كما وصل اليه إدراكنا وفهمنا.
الامر بالغ الخطورة …
فكيف تستقيم الحياة ويمكن ان نستمتع بمباهجها، من سيارات وطيارات وادوية او كمبيوترات وهواتف و آلات ضخمة تشق الارض وتخرم الجبال وتعبر الأجواء، تقرب البعيد وتصل الى اعماق الارض وتخرج منها الزفت والحديد، قبل ان نعرف جواز اكل العصيده على خواء او هي أبرك بعد شرب كأس من الماء على ثلاث جغمات. يقول قائل، عصيده الفارينا واجبة، وبالرب والسمن اوجب، ليرد عليه خبير وتقي؛ بأن العسل وزيت الزيتون أبرك وأكثر اجرا.
الفارق يا سادتي بين الإلكترون والنانو عصيده كبير، فالأول لا يرى بالعين المجردة اذ يحتاج الى عقول وعيون قبل العيون لتراه وتعرف كيف تجعل من اصطدام اثنين طاقة رهيبة تنتج الكهرباء والماء وتعالج المريض، بينما علماء الثاني غارقين في ما تَراه اعينهم يأكلوها باصبع او اثنين او حتى ثلاثة، ويغسلون أيديهم بالصابون المسكي او يمسحوها تبركا، فذاك قد يكون اكثر اجرا.
عقولنا نستخدمها على مقاسنا، عصيده ورب، عصيده بالزيت والعسل، ويكفينا اننا انتصرنا على اخوتنا، لا نعبأ بكل اولائك الذين يضيعون جهدهم ويعملون عقولهم فيما هو متاع الدنيا، الذي وياللاسف الشديد ما نستمتع به …