المونيتور: وقف النار يلقي بظلاله على طموحات أردوغان
أشار تقرير لموقع المونيتور إلى أن أنقرة لم تعد قادرة على تحقيق أهدافها في ليبيا عن طريق وسائلها العسكرية خاصة بعد الإعلان المتبادل عن وقف إطلاق النار الذي ألقى بظلاله على طموحات الرئيس رجب طيب أردوغان.
وتقول الصحيفة إن أنقرة وبعد أن فشلت في دفع تدخلها العسكري في ليبيا، أيدت على مضض وقف إطلاق النار الذي أعلنه كل من رئيسي مجلس النواب عقيلة صالح والرئاسي فايز السراج مما يدل على أن أنقرة وصلت إلى الاعتراف بأنها لم تعد قادرة على تحقيق أهدافها في ليبيا بالوسائل العسكرية.
وبينما قدمت مصر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وفرنسا وإيطاليا دعما سريعا لنداء وقف إطلاق النار، ظلت تركيا صامتة لبعض الوقت. لكن هذا الصمت لا يعني أن السراج تصرف بشكل مستقل عن أنقرة. فقبل أيام فقط، كان وزيرا الدفاع التركي والقطري في طرابلس، بينما أجرى الرئيس رجب أردوغان ووزير الخارجية مولود جاويش أوغلو محادثات مع نظيريهما الروسيين. وقال وزير داخلية السراج إن وقف إطلاق النار ما كان ليحدث لولا دعم الولايات المتحدة وتركيا ومصر.
وبعد أربعة أيام من نداء وقف إطلاق النار، قال المتحدث الرئاسي إبراهيم قالن إن أنقرة لا تعارض نزع سلاح سرت والجفرة من حيث المبدأ”. لكنه أضاف أنه يجب تحصيل عائدات النفط في البنك المركزي وحسب المونيتور فإن تركيز قالن على البنك المركزي في طرابلس كان مهما لأن البنك يخضع لسيطرة شخصيات مقربة من جماعة الإخوان المسلمين، الذين تمارس أنقرة نفوذا عليهم.
المونيتور اعتبرت أن تركيا كانت تأمل قلب التوازن الاستراتيجي بالكامل في ليبيا من خلال مساعدة حلفائها على الوصول إلى الهلال النفطي وإبعاد المشير خليفة حفتر عن اللعبة. لكن مع عدم قيامها بذلك، كان عليها الموافقة على اقتراح نزع السلاح من سرت والجفرة الذي وضعته ألمانيا والولايات المتحدة.
ومن المرجح أن تنتهز تركيا أي فرصة للتوغل في سرت والجفرة. علاوة على ذلك، تظهر مسارات طائرات الشحن العسكرية التركية خطط أنقرة لتأمين وجود عسكري دائم في الوطية وكذلك قاعدتي مصراتة البرية والبحرية، ومن الواضح أن أنقرة حريصة على تعزيز وجودها العسكري قبل بدء محادثات التسوية لتأمين مكان له وزنه على طاولة المفاوضات. بل إن المرصد السوري لحقوق الإنسان ذكر أن مجموعة جديدة من المقاتلين السوريين المجندين لصالح ليبيا نقلت إلى معسكرات تدريب في تركيا بعد دعوات وقف إطلاق النار.
من جانبها، عززت روسيا في الشهرين الماضيين وبشكل ملحوظ وجودها في ليبيا، وتحديدا في سرت والجفرة، لردع تركيا. فيما تمنعت موسكو عن إصدار موقف رسمي بشأن وقف إطلاق النار حتى الآن، لكنها دائما حريصة على ترك مجال للمناورة.