المهاجرون العالقون في ليبيا.. بين نيران الاشتباكات وكورونا
تقرير | 218
في ظل معاناتهم التي لم تتمكن أي منظمة إنسانية أو حكومة في العالم من إيجاد حل لها، يهدد وباء كورونا سريع الانتشار المهاجرين غير القانونيين في ليبيا بعد أن أوقفت المنظمة الدولية للهجرة ومفوضية الأمم المتحدة عملية إعادة توطين اللاجئين مؤقتاً، ما يجعل مصيرهم البقاء في ليبيا بين تهديد رصاص الاشتباكات وفيروس كورونا الذي طرق أبواب دُول الجوار.
مراكز الإيواء والمغادرة التي لم تكن كافيةً لاستيعاب آلاف المهاجرين بسبب تهالك البنية التحتية داخل المراكز وعدم جاهزيتها صحياً باتت اليوم بيئة مثالية لانتشار وباء كورونا في حالة وصوله إلى ليبيا، ورغم الدعوات الملحة من المنظمات الإنسانية لإيجاد حل لتلك المراكز لم تتمكن المفوضية الأممية ولا الجهات المحلية من إيجاد بديل مناسب لأكثر من 7 آلاف مهاجر في المراكز.
وقال مصدر في جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية لصحيفة الشرق الأوسط إن قرار المفوضية يزيد المخاوف المستقبلية بخصوص توطين المهاجرين في ليبيا، في ظل عدم وجود قدرة مالية للإنفاق على آلاف منهم والذين يحتاجون ميزانية يومية، في الوقت الذي أكدت فيه المفوضية أنها تسعى لإيجاد آلية لإعادة التوطين التي ستوفر طوق نجاة حيوي للمهاجرين.
لم تكن كافية المعاناة التي مر بها النازحون والمهاجرون من برد الشتاء القارس وسوء التغذية والرعاية الصحية، ليضاعف كورونا تلك المعاناة مهدداً حياتهم مضيفاً ثقلاً على ليبيا المنهكة من صراع أصحاب المصالح الذين لم يهتموا بالوطن أو المواطن.