المنهج المفقود في ليبيا يكتبه طلبة الجامعات والمعاهد
تقرير 218
شكّلت الاحتجاجات التي يُنظمها اتحاد طلبة جامعة طرابلس والاتحادات الجامعية في عدة مدن أخرى ومنها اتحاد جامعة مصراتة، في مطالبتهم الجهات الرسمية في ليبيا، بالمنحة الخاصة بهم، وجهًا مُشرقًا لمستقبل ليبيا، أختزل التعامل الحضاري والإنساني للتعبير عن الرأي، بغض النظر عن تفاصيل الاحتجاجات.
وبرهنت بشكل واضح، أن دور الاتحادات والنقابات في ليبيا، هو الدور المطلوب الذي يُجسّد لوحة وطنية بألوان شبابية آمنت أن المطالبة بالحقوق، لا بدّ أن تعكس الدور الجامعي في تنمية المجتمع وتوجيهه نحو العمل والتعبير حين ينحرف المسار، المتعارف عليه في الدول المتقدمة والتي تعرف قيمة الطالب والطالبة.
ودور الجامعة تاريخيا، كان علامة فارقة وجوهرية في تغيير الواقع العام، ومنها خرج العُمّال والكُتّاب والسياسيين وغيرهم من الفئات المهمة، التي أرست الثقافات والعلوم في أراضيها وساهمت في التطوّر العلمي والفني وشتّى المجالات، لكونها آمنت أن الحرم الجامعي هُو الملجأ الوحيد، حين تتراجع الخدمات في الدولة، ومنها يبدأ الإصلاح العام، عبر طلبتها الذين يُمثّلون حجرا أساسيا في تكوينها. وبإمكانهم المساهمة في تغيير الواقع إلى الأفضل.
وبالعودة إلى احتجاجات الطلبة في ليبيا، والتي كانت بدايتها في هاشتاق #المنحة_من_حقي ، أكّد اتحاد طلبة جامعة طرابلس، أنه مع التعبير السلمي والحضاري وأنه يرفض أي أشكال أخرى تُسيء إلى الحرم الجامعي، وهو الأمر الذي يختصر واقع الحال في ليبيا، ويكشف لكل الأطراف السياسية والمسلحة على حدّ سواء، أن ليبيا لا تُختزل في مجموعة أو أخرى، لأن طلبتها يُقدّمون الدروس الحضارية والمُشرّفة في كل رهان يُواجهونه.
وتظاهر العديد من الليبيين قبل ذلك، في الميادين والشوراع، مطالبين بتحسين الأوضاع المعيشية وبترسيخ الأمن في مدنهم، وليس آخرها كانت مطالبات العاملين في الشركة العامة للكهرباء، بضرورة محاسبة من أجرم في حق زميلهم العكروت، الذي دفع ثمن حرصه وإخلاصه على احدى أهمّ المؤسسات الحيوية في ليبيا.
وترى بعض الأطراف التي تملك السلاح والعتاد في ليبيا، أن المظاهرات السلمية، تُهدّد وجودها ولهذا في أغلب المظاهرات التي شهدتها ليبيا في السنوات الماضية، قُوبلت بالترهيب وإطلاق الرصاص في الهواء وأحيانا على المتظاهرين. وهُو الأمر الذي يُهدّد وجودهم ويكشف خوفهم الكبير، من جموع الناس الذين يطالبون ومازالوا يطالبون بحقوقهم بطُرقٍ سلمية وحضارية.