المناخ يجر أوروبا نحو أكبر أزمة لجوء في العالم
ترجمة خاصة عن: The Guardian / Environmentjv
كشف المستشار العلمي السابق للحكومة البريطانية، ديفيد كينج، أن تغييرات المناخ التي ستطرأ على أجزاء من قارة أفريقيا ستقود بطبيعة الحال أعداداً هائلة من البشر للبحث عن ملجأ آخر لهم، وجاء ضمن تصريحه لصحيفة “EJF”: “إن ما نتحدث عنه الآن هو تهديد وجودي لحضارتنا على المدى الطويل، ويتطلب استجابة بشرية على مقياس لم يتحقق من قبل “.
كما صرح خبراء عسكريون وأمنيون أمريكيون كبار بدراسة مؤسسة العدالة البيئية بأن عدد اللاجئين المناخيين، الذين سوف يضطرون الى ترك منازلهم بسبب تغير المناخ فى العقد القادم، سيُقزم عدد أولئك الذين فروا من الصراع السوري، الأمر الذي قد يخلق أكبر أزمة لاجئين يشهدها العالم على الاطلاق، حاملة معها تحديات هائلة لأوروبا.
وقال العميد الاميركي المتقاعد، ستيفن تشيني، “إذا اعتقدت أوروبا أن لديها مشكلة في الهجرة اليوم، فلننتظر 20 عاما ونرى ما سيحدث عندما يقود تغير المناخ الناس من أفريقيا، منطقة جنوب الصحراء الكبرى خاصة، للتوجه ألى ملجأ لهم عبر البحر المتوسط، ونحن نتحدث الآن عن 10 أو 20 مليون شخص”.
ودعت الدراسة، الحكومات للاتفاق على إطار قانوني جديد لحماية لاجئي المناخ، وقبل القمة المناخية التى ستعقد الأسبوع المقبل فى المانيا، التي تحث القادة على بذل المزيد من الجهود لتنفيذ الأهداف المحددة في اتفاقية المناخ في باريس.
وأشار التقرير إلى أن تغير المناخ لعب دوراً في بناء الحرب السورية، حيث تسببت موجات الجفاف المتعاقبة في نزوح نحو 1.5 مليون شخص إلى مدن البلد بين عامي 2006 و 2011، ولم يكن لدى العديد من هؤلاء الأشخاص إمكانية الحصول على الغذاء أو المياه أو والوظائف.
وقال المدير التنفيذي لمؤسسة العدالة البيئية، ستيف ترنت، “إن تغير المناخ هو العنصر الذي لا يمكن التنبؤ به، والذي يمكن أن يضيف إلى التوترات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية القائمة، القدرة على إشعال العنف والصراع بعواقب كارثية”، مُضيفاً أنه على الرغم من أن تغير المناخ يشكل “تهديدا وجوديا لعالمنا” إلا أنه لم يكن متأخرا لاتخاذ إجراء حاسم، من خلال اتخاذ خطوات قوية للتخلص التدريجي من انبعاثات غازات التدفئة وبناء آلية قانونية دولية لحماية لاجئي المناخ، وبناء مستقبل آمن لكوكبنا، لأن غدا سيكون متأخر جدا بالنسبة للاجئي المناخ .
وعلى الرغم من أن التقرير سلط الضوء على تأثير تغيير المناخ المتزايد على قاطني الشرق الأوسط وأفريقيا، إلا أن تغير أنماط الطقس، مثل الأعاصير التي دمرت أجزاء من الولايات المتحدة هذا العام، تثبت أن الدول الغنية ليست في مأمن من تغير المناخ.