الملك سلمان في موسكو.. “أكثر” من زيارة و”أقل” من تحالف
218TV.net خاص
تعتقد أوساط دولية مؤثرة أنه ما إن ترتفع عجلات الطائرة الملكية مُغادِرة العاصمة الروسية موسكو، بعد أن أقلت الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في أول زيارة لملك سعودي إلى روسيا، فإن “أزمات الإقليم” من المرجح أن تتجه صوب إنشاء مناطق “خفض تصعيد”، خصوصا بعد أن نجحت روسيا في استخدام هذا المصطلح فعليا على الأرض السورية، التي يُنْتظر أن تُشْمل هي الأخرى في إطار من التفاهمات الدولية بشأن ملفات المنطقة، التي مضى على فتح بعضها سنوات، وأخرى أشهر.
تلتزم السعودية ب”علاقات مستقرة” مع “الدب الروسي”، وفشلت “محاولات إقليمية” في ضرب ثبات علاقة موسكو بالرياض، في روسيا –الاتحاد السوفييتي وقتذاك- كانت أول دولة في العالم تعترف بنواة الدولة السعودية، وهو موقف سياسي مُقدّر بفاعلية كبيرة في “العقلية السياسية السعودية، إذ لم يسبق لموسكو والرياض أن خطتا أي خطوة، ومن أي نوع من أنواع “القطيعة”، احتراما ل”ثبات نادر” يقترب من “قرنه الأول”.
تتشارك أوساط سعودية وروسية طيلة اليومين الماضيين في “انطباع لافت” يتمثل في أن قرار الملك السعودي بقبول دعوة “القيصر الروسي” فلاديمير يوتين لزيارة موسكو هو انتقال لا يهدف إلى بحث “ملفات عابرة” يمكن ل”رجال الصف الثاني” من “سُكّان الطوابق السياسية العليا” في المملكة العربية السعودية حسمها، لكنه انتقال يثير الانطباع بأن “كل ملفات المنطقة” ستخضع ل”التقييم والمراجعة والتفاهم” بحثا عن “تصفير” لهذه الأزمات، أو ل”تدوير زواياها الحادة”.
“السعودية المُتغيّرة” –أسلوباً لا نهجاً- تريد “منطقة اتصال آمنة” مع موسكو، بخصوص السياسة والدفاع والاقتصاد، ففي السياسة تملك السعودية “فائضا من المرونة” يتيح للروس التحرك بشأن إيران واليمن وحتى قطر، وفي الدفاع تمتلك السعودية تصورا ل”تعاون عسكري” يسمح للسعوديين بتجريب “السلاح الروسي”، أما في الاقتصاد ف”برميل النفط” يمكن أن يكون “بوابة أعرض” لدخول “نسخة تجريبية” لتحالف سعودي روسي، فيما ستتولى فرق فنية سعودية روسية العمل لإنشاء “تحديثات مُتعدّدة” لهذه النسخة من التحالف قبل اعتماده.
.. “زيارة استثنائية” هذا ثابت وصحيح، لكن الحديث عن “تحالف”دونه “عراقيل فنية وإجرائية”، فالسعودية التي لا تزال على “تشدّدها” بخصوص مساعي “ضرب هيبتها” إقليمياً تريد أن تُجرّب الروس في “تحالف مباشر”، بعد أن رصدت “العين السعودية” لسنوات “الوفاء الروسي” للحلفاء، في حين تتنهد السعودية من “تذبذب” تحالف الأميركيين معها، فلا أحد يعلم ب”مد وجزر” الأميركيين إلا الله.. يشكو سعوديون في “الغرف المغلقة”.