الملك إدريس.. 36 عاما على الرحيل الهادئ
يستذكر الليبيون الملك محمد إدريس السنوسي في الذكرى الـ36 لرحيله يوم 25 مايو العام 1983.
وولد الملك الراحل في الجغبوب جنوب شرق طبرق في 12 مارس عام 1890. وهو أول حاكم لليبيا بعد الاستقلال عن إيطاليا في 24 ديسمبر عام 1951، واستمر حكمه حتى العام 1969، وهو من العائلة السنوسية من سلالة محمد بن علي السنوسي، مؤسس الطريقة السنوسية.
تولى إدريس السنوسي إمارة الحركة السنوسية في عام 1916 من ابن عمه السيد أحمد الشريف. ليدخل إدريس بن المهدي في مفاوضات أبرزها مع إيطاليا، سميت بالزويتينة استمرت من يوليو حتى سبتمبر 1916، وكان من أهم شروطها الاعتراف بإدريس السنوسي كأمير لإدارة الحكم الذاتي بحيث يشمل نطاقها واحات: الجغبوب وجالو والكفرة ويكون مقرها في إجدابيا.
تحصل في نوفمبر 1920 على حكم ذاتي (حكومة إجدابيا) ثم أعلن استقلال ولاية برقة في 11 أكتوبر 1949، وانتقلت سلطات الإدارة العسكرية البريطانية إلى حكومة برقة.
وعند قيام الحرب العالمية الثانية في عام 1939 راهن الأمير إدريس السنوسي على الحلفاء وأعلن فيما بعد انضمامه إليهم وعقد اتفاقا مع البريطانيين ودخل إلى ليبيا بجيش أسسه في المنفى أسماه “الجيش السنوسي” في 9 أغسطس 1940 متحالفا مع البريطانيين لطرد الغزاة الإيطاليين، ولما انتهت الحرب بهزيمة إيطاليا وخروجها من ليبيا عاد إدريس السنوسي إلى ليبيا في 4 يوليو 1944، وأصبحت ليبيا منذ ذلك التاريخ تحت حكم الإدارة البريطانية والفرنسية.
وغادر “السنوسي” الدنيا وترك وراءه ذكرى تأسيس دولة اسمها ليبيا، ومثل كل حاكم في التاريخ تناولت الكتابات حقبة السنوسي بالتعظيم تارة، والنقد مرات أخرى، لكن شيئين لا ينساهما له أحد “دستور” بنى البلاد ونظافة يده التي شهد بها الجميع.