المكتبة (48)
نُخصص هذه المساحة الأسبوعية كل يوم أحد، للحديث عن العلاقة بين المبدع وكتبه، والقراءة، والموسيقى.
إبراهيم عبد الجليل الإمام: (1970) مواليد مدينة غدامس، حاصل على دبلوم كلية تقنية الطيران المدني والأرصاد الجوية.
كاتب وقاص وروائي وباحث تاريخي، نشر العديد من الأعمال القصصية والروائية نذكر منها: “قطرات من ذهب.. قصص وأساطير ـ 2013″، و”سلطان يوم الماء.. قصة مصورة ـ 2013″، “تحرير غسوف.. قصص مصورة للأطفال – 2013″، و”رسالة من الرجل الميت ـ رواية ـ 2015″، و”بوابة الصحراء.. مجموعة قصصية ـ 2015″، و”حجر غدامس ـ روايةـ 2019″، و”عام الوباء ـ قصص ـ 2020”.
– ما الذي جاء بك إلى عالم الكتابة؟
ـ كُتبت علينا خُطىً فمشينها … فمن كتبت عليه خطىً مشاها
كنت ومازالت من عشاق القراءة ومن مدمنيها. ربما لذلك تأثير مباشر عليّ، عالم الكتابة دخلته في وقت متأخر نوعاً ما. كانت لي محاولات متواضعة في المرحلة الثانوية ضربت بها عرض الحائط وكان مصيرها سلة المهملات، جربت قرض الشعر ونظمه أيضاً لكني لم أكن راضياً عن محاولاتي فتخلصت من كل ذلك وانتظرت.
لكن أولى تجاربي الفعلية كانت في مطلع التسعينيات عندما كتبت أولى رواياتي متأثراً بعوالم أجاثا كريستي. بعد ذلك توقفت لفترة طويلة. لم يكن هذا النوع من الأدب هو ما أحلم بكتابته، كنت أحلم أن أكتب عن واحتي غدامس وأن تكون هي مسرح لأبطالي.
ـ ما الكتاب الأكثر تأثيراً في حياتك؟
ـ كثيرة هي الكتب التي أثرت فيّ وغيّرت مسار حياتي أولها رواية المجوس للأديب إبراهيم الكوني قرأتها وتوقفت كثيراً بعدها. وبدأت معالم الحلم ترتسم في مخيلتي قلت لها هذا هو مطلبي وهذا النوع من الأدب غايتي، وترسختْ في ذهني فكرة كتابة أعمال قصصية وروائية تكون واحتي وتراثها الكبير محوراً أساسياً لها. انتظرت أكثر من عقدين حتى خضت تجربتي الأولى وكان السبب أيضاً قراءة رواية عنوانها في “ظلال غدامس” للكاتبة النمساوية الفرنسية جويل ستول تدور أحداث روايتها في واحة غدامس، بعد انتهائي منها قلت للمحيطين بي: هذه السيدة مكثت في غدامس أسبوعين فقدّمت لنا عملاً أدبياً جميلاً فماذا يمكن أن نقدم نحن المقيمين فيها والمقيمة فينا؟ بعد تلك الرواية كتبت أول أعمالي القصصية.
ـ أول كتاب قرأته؟
ـ سؤال صعب الإجابة عنه بدقة، ولكن أذكر أني قرات رواية “الجذور الشهيرة” في وقت مبكر بعد عرضها في التلفزيون الليبي ووجدتها في مكتبة خالتي. قرأت كذلك “كوخ العم توم” ورواية “القدر” لموليير. كانت هذه أولى قراءتي الروائية وبعدها جاء الدور على روايات نجيب محفوظ ويوسف إدريس وإحسان عبد القدوس وأجاثا كريستي وتوالت سلسلة القراءات.
ـ علاقتك بالكتاب الإلكتروني؟
ـ علاقة حميمة جداً. هو ملاذي الأول للحصول على كل جديد وكل ممتع ومفيد من الكتب، كنت أتحاشى القراءة الإلكترونية من قبل وأحرص على اقتناء الكتب الورقية، أزور المكتبات بحثاً عن الكتب الجديدة، لكن بعد ارتفاع أسعار الكتب بشكل خيالي قررت تجربة الكتاب الإلكتروني ومنذ ذلك الوقت تكونت صداقة متينة بيننا، كثيرة هي الكتب التي لا يمكن الحصول عليها إلا إلكترونياً ليس لغلائها فحسب بل لصعوبة الحصول عليها. أقرأ أكثر من ستين كتاباً إلكترونياً في العام بين الرواية والقصة وغيرها من الكتب.
ـ الكتاب الذي تقرأه الآن؟
ـ لا أذيع سراً إذا قلت إنني أقرأ أكثر من كتاب في نفس الوقت. على الأقل أقرأ سبعين صفحة يومياً من عناوين مختلفة. بين يديّ الآن: رواية “ابنة النيل”، ورواية” المشتبه به 17 “، ورواية “لهيب الانتقام”، وكتاب “ليبيا تحت الحكم الإسباني”، وديوان لمحمود درويش وكتاب “أنقذني يا دكتور”، بالإضافة لقراءتي اليومية للقرآن الكريم.
ـ الموسيقى المفضلة لديك؟
ـ التراث الفني الغدامسي والمألوف والموشحات، بالإضافة لأغاني أم كلثوم وفيروز وجيل العمالقة.
ـ هل ستغير الكتابة العالم؟
ـ عالم اليوم لا يمكن أن تغيره الكتابة. ربما لأنه عصر التكنولوجيا، نحاول من خلال كتاباتنا تقديم وجبة أدبية فاخرة للقراء ليستعينوا بها على هذا العالم.
ـ ماذا تحتوي مكتبتك؟
ـ إنها تنمو وتكبر كل يوم. تحوي روايات كُتّابها من كل الجنسيات، ومجموعات شعرية وكتباً في علوم شتى. أحاول أن أجعل منها تشكيلة فريدة.
ـ ما الذي يشغلك اليوم؟
ـ بالإضافة للقراءة والكتابة يشغلني هاجس كتابة عمل سينمائي وتلفزيوني ضخم ومهم، وتكون له بصمة.