المكتبة (47)
نُخصص هذه المساحة الأسبوعية كل يوم أحد، للحديث عن العلاقة بين المبدع وكتبه، والقراءة، والموسيقى.
نغم حيدر: كاتبة وطبيبة أسنان سورية (1987)، حازت عام 2010، المركز الثاني في مسابقة وزارة الثقافة السورية للقصّة القصيرة. جاء عملها الروائي الأوّل “مرّة” عام 2014، ثمرة مشاركتها في محترف الروائية نجوى بركات (كيف تكتب رواية). صدر لها: “أعياد الشتاء” و”معارك خاسرة”.
-ما الذي جاء بك إلى عالم الكتابة؟
ـ اللغة أولاً هي من جاء بي إلى عالم الكتابة. تتبعتها بكل أشكالها شعراً ورواية وقصة، وقرأتُ كثيراً وكانت لي تجارب بسيطة في الكتابة، لكنني بعدها فُتنت بالرواية وما زلت أُفضّل نعتها بالفن، فتنتني الفنون فيها من خيالٍ ولغة وعوالم.
ـ ما الكتاب الأكثر تأثيراً في حياتك؟
ـ لا يمكنني حصر الأثر بكتابٍ واحد. قراءاتي متشعبة ومتغيرة وتتغير وجهة نظري تجاه أيّ كتابٍ مع الوقت والتجربة. كلّ كتاب أقرؤه يضيف إليّ حتماً أمراً جديداً، مهما كان رأيي به.
ـ أول كتاب قرأته؟
ـ كان كُتيباً من مقررات المنهاج الدراسي يجمع أشهر قصص كليلة ودمنة لابن المقفع. وآخر يجمع قصصاً لغسان كنفاني والتي تأثرت بها بشكل كبير.
ـ علاقتك بالكتاب الإلكتروني؟
ـ لديّ جهاز كيندل وغالباً ما أقرأ كتباً بصيغتها الإلكترونية.
ـ الموسيقى المفضلة لديك؟
ـ الموسيقى أساسية في حياتي واختياراتي غالباً ما تكون مزاجية. أثناء القيادة أفضّل الأغنيات الصاخبة (الروك) وحين أفكّر بأمرٍ ما أو معضلة عليّ حلّها أفضل باخ وشوبان وبعض الكلاسيكيات. مساءً أودّع النهار مع أُم كلثوم. وحين يداهمني الحنين ألجأ إلى فيروز. أما أثناء الكتابة فأحتاج الصمت المطبق.
ـ علاقتك بمؤلفاتك؟
ـ أشكرك على هذا السؤال! علاقتي بمؤلفاتي غريبة جداً، متعبة وغير مفهومة. أثناء الكتابة يحاصرني النص فأتمنى أن أكتب وأعدّل ليل نهار. أنتهز أيّة فرصة لأضيف إليه أو أحذف منه أو أقرؤه، لكن ما إن يُنشر حتى أنبذه وأتمنى عدم الرجوع إليه وتصيبني حالة من الضيق والحزن تستمر لوقتٍ طويل. أقلّب تفاصيله في ذهني وأتمنى في سرّي شطبه كاملاً أو الهرب منه كما لو أنّه فضيحة عليّ أن أداريها.
ـ هل ستغير الكتابة العالم؟
ـ العالم أقوى من الكتابة وهو من يغيّرها! إنه يتحول بشكل جنوني وتسارع لا يكاد يُلجم. هذا ما أؤمن به. لكنّ الكتابة فعل فكري بالدرجة الأولى لذلك أعوّل على قدرتها في تغيير الأفكار والمفاهيم وتحليل الأحداث الحالية بطرق مختلفة. علينا أن لا ننسى أيضاً أن الكتّاب أنفسهم عرضة لهذه التغييرات وهم ضحايا أيضاً وأن نقبل بوجود كتابة مشوّشة أو غير محكمة، انفعالية أو مضطربة. كلّ هذا وجهٌ من وجوه الكتابة المتغيّرة أبداً مع تغيّر عالمنا.
ـ ماذا تحتوي مكتبتك؟
ـ تحوي مكتبتي مؤلفات عديدة. عربية ومترجمة وغالباً حديثة الإصدار. أقرأ عن الكتاب وأبحث عن كلّ ما قيل فيه قبل اقتنائه. وحالياً لديّ رغبة بقراءة المسرح وفضول كبير تجاهه وأفكر في اقتناء العديد من المؤلفات في هذا المجال.
ـ الكتاب الذي تقرئينه الآن؟
ـ أقرأ الآن: تفصيل ثانوي لعدنية شلبي.