المكتبة (44)
نُخصص هذه المساحة الأسبوعية، كل يوم أحد، للحديث عن العلاقة بين المبدع وكتبه، والقراءة، والموسيقى.
صابرين فرعون: كاتبة فلسطينية، مواليد القدس (1988). عضو اتحاد الكتّاب والأدباء الفلسطينيين.
صدر لها: (ظلال القلب، نصوص سردية ـ 2015)، و(مرايا المطر، نصوص سردية ـ 2016)، و(قلقلة في حقائب سفر، رواية ـ 2016)، و(جريمة نصف زرقاء، مجموعة قصصية ـ 2017)، و(أثلام ملغومة بالورد، رواية ـ 2018).
ـ ما الذي جاء بك إلى عالم الكتابة؟
ـ بدأ الأمر وأنا طالبة في المدرسة أكتب الشذرات والنصوص السردية والخواطر، وبتشجيع من قِبل معلمتي للغة العربية وتحفيزي على القراءة من قِبل والدتي اكتسبت المفاتيح اللغوية للسرد، حتى أن البعض يخلط ويصنفني على أني شاعرة رغم أن نصوصي مُشيدة بقلاع السرد الاجتماعي والنفسي، والشعر له لفظه وموسيقاه وأهله، ولي نصيبي من متعة قراءته لا كتابته.
ـ ما الكتاب الأكثر تأثيراً في حياتك؟
ـ الكثير من الكتب تركت أثراً فيَّ بعد الانتهاء من قراءتها، كسلسلة الملهاة الفلسطينية خاصة رواية “زمن الخيول البيضاء” للروائي الفلسطيني إبراهيم نصرالله، الذي حكى عن حياة الثائر الفلسطيني “الحاج خالد” وعلاقته بالخيول وحبيبته وأرضه ولهذا الثالوث رأس هو الأصالة والبصيرة، كذلك تأثرت بقراءة رواية “مفتاح الباب المخلوع” للفلسطيني أ.د راشد عيسى التي غلب عليها التوصيف الشاعري في سرد الذكريات الهاربة من الزمان والمكان، وتؤكد أن المفتاح هو الإنسان وأن الباب هو الكون وأنّ تحرر البشري من ذاكرته يكون بفتح الباب على مصراعيه من حقيقة وزيف، ألم وراحة.
كما أن للقلم النسائي عندي الحظ الأوفر، فرواية “عزوزة” للمغربية زهرة رميج التي أسميها رواية “الصراعات”، لما فيها من تفاصيل نفسية وجسدية وحسية وفكرية تمر بها المرأة البدوية المغربية بالخصوص والعربية بالعموم، تثور على القبيلة والظلم الفساد والعنف ضد المرأة والأرض. رواية “تشرفت برحيلك” للدكتورة الجزائرية فيروز رشام جعلتني أشفق على البطلة التي عانت في تحصيل حريتها، وصوّرت الرواية التدين المزيف الذي يريق الدماء بحجة الحرام على الناس والحلال لفتوى الجماعات المتدينة.
للرواية العربية سطوتها عند معظم القراء، لكني أبحث دائماً فيما يخرج من الصمت والتعتيم والظلمة إلى النور، أجد ضالتي في رواية الإنسان التي تجمع الهم الفردي والجمعي.
ـ أول كتاب قرأتيه؟
ـ يمكن القول إن رواية “لم نعد جواري لكم” للفلسطينية سحر خليفة.
– علاقتك بالكتاب الإلكتروني؟
ـ أعتذر لنفسي ولذائقتي حيث إن متعة القراءة الورقية التي لا تؤلم العين وتوصل المشاعر وكأنها رسائل العشاق والغراميات ليست في متناولي اليوم، فأعوّضها بالقراءة إلكترونياً.. ها أنا أسهم في الترويج للكتاب الإلكتروني وحتى المسموع في زمن الحروب الوضيعة التي تستنزف الروح البشرية، واضعة نصب عيني أن أبقي نافذتي على القراءة مفتوحة لأنها نافذة للحرية وعدم الاختناق بالاستماع إلى نشرات الأخبار.
ـ الكتاب الذي تقرئينه الآن؟
ـ رواية “الغيرة القاتلة” لأجاثا كريستي.
ـ الموسيقى المفضلة لديك؟
ـ أحب الاستماع لعزف الآلات الوترية وتحديداً القانون. عزف فرح فارسي وعزف أيتاش دوغان.
ـ علاقتك بمؤلفاتك؟
– الكتابة مادة خام لأحصلها عليّ بالقراءة ثم القراءة ثم القراءة.. أظنني كنت أكتب لأتنفس وغداً سأكتب ليكون هذا المتنفس لإنسان، وللمرأة والرجل، للوطن، لألوان السعادة والألم، للتجارب والدروس.. الكتابة تروضني فأصبر على ما لا أطيق لتطوير أدواتي الكتابية، فالثمرة تحتاج لري ورعاية.
_ هل ستغير الكتابة العالم؟
ـ إن كان للتاريخ والكينونة والبقاء والتطور التكنولوجي القدرة على رسم مسار العالم اليوم، فالكتابة قادرة على فعل ذلك وأكثر.. اتخذ رسولنا –صلى الله عليه وسلم- كتاباً للوحي واعتنى بكتابة القرآن مثل اعتنائه بحفظه، كلام الله –عز وجل- وحفظه في الطور والصدور وهو أكبر دليل على أهمية فعلَي القراءة والكتابة.
ـ ماذا تحتوي مكتبتك؟
ـ الروايات والدواوين الشعرية وكتب الثقافة العامة والنقد الأدبي، وبعض كتب الطبخ والتطريز.
– ما الذي يشغلك اليوم؟
ـ يبدو أنك تمسكينني من مكان ما يؤلمني.. تشغلني الحياة في تعلم دروسها على أمل أن أكون تلميذة مجتهدة.
