المكتبة (27)
نخصص هذه المساحة الأسبوعية، كل يوم أحد، للحديث عن العلاقة بين المبدع وكتبه، والقراءة، والموسيقى.
عبد الله مختار السِّباعي، مواليد مصراتة (1943)، أستاذ جامعي مُتقاعد من قسم الفنون الموسيقية – كلية الفنون والإعلام – جامعة طرابلس، تحصل على الماجستير في التربية الموسيقية من جامعة ميتشغان بالولايات المُتحدة الأمريكية 1981، وعلى درجة دكتوراه الفلسفة في علوم الموسيقى العربية – أكاديمية الفنون – القاهرة 1996.
يمثل منذ العام 2013، دولة ليبيا في المجلس التنفيذي للمجمع العربي للموسيقى التابع لجامعة الدول العربية، وعضوية هيئة تحرير مجلة البحث الموسيقي الفصلية، التي يصدرها المجمع.
صدر له: (تراث النوبة الأندلسية في ليبيا ـ الطبعة الأولى ـ 2001)، و(تراث الغناء التقليدي والشعبي وسيلة للتعليم الموسيقي في ليبيا ـ 2007)، و(كلام في الموسيقا ـ الجزء الأول ـ 2008)، و(تراث النوبة الأندلسية في ليبيا ـ الطبعة الثانية ـ2009)، و(ذكريات الفنان العارف الجمل ـ 2009)، و(مشايخ الأشراف السِّباعية في زاوية مصراتة العيساوية ـ 2009)، و(كلام في الموسيقى ـ الجزء الثاني ـ 2013)، و(نحن والموسيقى ـ 2013)، و(معارف موسيقية ـ 2020)، و(كان زمان ـ 2021).
مجال الترجمة: (حقائق تاريخية عن التأثير الموسيقي العربي، من تأليف المُستشرق الإنجليزي هنري جورج فارمر ـ 2015).
ـ ما الذي جاء بك إلى عالم الكتابة؟
ـ بدأت الحكاية بالقراءة عندما كنتُ تلميذا في الصف الرابع ابتدائي مع مجلة “سندباد”، التي أصدرتها دار المعارف بمصر عام 1952، وكانت تصلنا في ذلك الوقت أسبوعياً! وكنت أقتنيها من دُكَّان المرحوم عمِّي جميل نوري، صاحب المغازة الكبيرة في بناية قنابة وسط مدينة مصراتة. استمرت القراءة بعدها بالتردد على مكتبتي مصراتة والخمس العامَّتيْن. وبدأت الكتابة الفعلية عندما دعاني ابن خالي المرحوم الأستاذ عبد الهادي الفيتوري لكتابة زاوية شهرية في الثقافة الموسيقية في مجلة “طلائع الفاتح” التي أسَّسها ورأس تحريرها بتكليف من مفتاح كعيبه وزير الشباب والرياضة عام 1978. بعدها في عام 1981، كتبتُ رسالة علمية باللغة الإنجليزية عنوانها “تراث الغناء التقليدي والشعبي وسيلة للتعليم الموسيقي في ليبيا” تحصَّلتُ بها على درجة الماجستير في التربية الموسيقية من جامعة ميتشغان بالولايات المتحدة الأمريكية.
بدأتُ بعد ذلك بكتابة زوايا أسبوعية في صُحف: الشَّط، الملف الفنِّي بصحيفة الجماهيرية، صحيفة الجماهير، صحيفة أويا، ووطني، ودراسات وأبحاث في مجلات: تراث الشعب، والمؤتمر، والسَّامر، ورحلة زمن، ومجلة البحث الموسيقي الصادرة عن المجمع العربي للموسيقا. بعدها توالت الكتابة والترجمة وإصدار الكتب التي وصل عددها حتى الآن إلى أحد عشر كتابا.
ـ أول كتاب قرأته؟
ـ مجموعة قصص “أولادنا” كانت تصدرها دار المعارف بمصر في خمسينيات القرن الماضي.
ـ ما الكتاب الأكثر تأثيرا في حياتك؟
ـ قصة “أرض النِّفاق” للكاتب المصري المرحوم يوسف السِّباعي.
ـ علاقتك بالكتاب الإلكتروني؟
ـ للأسف لا توجد حتى الآن.
ـ ما الكتاب الذي تقرأه الآن؟
ـ نظرا لانشغالي منذ فترة بمُراجعة مجموعة من مخطوطات كتب أعدُّها للطبَّاعة والنشر، لم يتوفر لي الوقت الكافي للقراءة في هذه الأيام، ومن بين هذه الكتب التي أُعدّها وأعددتها كتاب: “كان زمان”، سيرة ذاتية في 600 صفحة، صدر في القاهرة منذ أيام، عن مجموعة ميادين، عن طريق المُحرر المسؤول الأستاذ أحمد الفيتوري، “المالوف في ليبيا المُعاصرة – تراث موسيقي عربي أندلسي”، مُترجما عن اللغة الإنجليزية، لمُؤلفه المالطي فيليب شينتار، الذي سيصدر قريبا عن مجمع ليبيا للدراسات المُتقدِّمة إن شاء الله، استكمال إعداد ومراجعة ثلاثة كتب مُترجمة عن اللغة الإنجليزية: “النظام المقامي في الموسيقى العربية والفارسية في القرن الثالث عشر الميلادي”، لمؤلفه الإنجليزي أوين رايت، و”نظرية ومنهج علم موسيقى الشعوب”لمؤلفه الأمريكي برونو نيتل، “الأسس النفسية للسلوك الموسيقي” لمُولِّفيْه الأمريكييْن رادوسي و بويل.
ـ الموسيقا المُفضلة إليك؟
ـ الموسيقا الكلاسيكية التقليدية الشرقية، والغربية على حدٍ سواء.
ـ علاقتك بمؤلفاتك؟
ـ أنا عندي مؤلفات موسيقية وكتب، جميعها قريبة إلى قلبي وأعتزُّ بها كثيرا، للأسف أن مؤلفاتي الموسيقية لم يُكتب لها النشر والانتشار حتى الآن، وهي مجموعة من الصِّيغ والقوالب التقليدية الموسيقية المُتطورة كتبتها منذ سنوات في نمط تعدد الألحان (بوليفوني) وهو غير شائع في الموسيقا والغناء العربييْن. وقد شاء القدر أن يُكتب لاثنتين من هذه المؤلفات أن تظهرا كإهداء منِّي، وبطلب من الأديب والصحفي المرموق الأستاذ أحمد الفيتوري، مُصاحبة لشريط وثائقي مرئي عن فنان الكاريكاتير الليبي العالمي محمد الزواوي في ذكرى وفاته العاشرة، سيُبثُّ على إحدى القنوات قريبا إن شاء الله.
ـ هل ستغير الكتابة العالم؟
ـ كان للكتابة منذ أن فكَّ الإنسان الأول الخط، واستطاع أن يُدوِّن ما يفكر فيه ويُشغله، وأن يخترع الطباعة بعدها، الأثر الكبير في تطور الحياة على الأرض منذ عصور زمنية سحيقة، وقد استمر ذلك الأثر وسيستمر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ـ ماذا تحوي مكتبتك؟
ـ كتب إسلامية، وتصوُّف، وتاريخ، وتراث ومأثورات، وعلوم موسيقية، وبعض الكتب باللغة الإنجليزية.
ـ ما الذي يُشغلك اليوم؟
ـ استكمال إعداد مجموعة من الكتب للنشر قريبا إن شاء الله، وأيضا نظرا لوجودي في مدينة تورنتو، كندا منذ شهور في زيارة لابني وابنتي المقيميْن هنا منذ سنوات، يُشغلني كثيرا وضعنا الحالي مع الجائحة التي شغلت العالم بأسره منذ عامين تقريبا، وكيف سنتمكن من العودة للوطن خاصة وأننا ما زلنا مُترددين في تعاطي التطعيم، الذي أصبح من ضرورات السفر والتنقل، نسأل الله العفو والعافية والسلامة لنا ولكم وللناس أجمعين.