المكتبة (13)
نخصص هذه المساحة الأسبوعية، كل يوم أحد، للحديث عن العلاقة بين المبدع وكتبه، والقراءة، والموسيقى.
لينا هويان الحسن: روائية سورية، درست الفلسفة في جامعة دمشق. كتبت أوّل الأعمال الروائية عن المجتمع القبلي في بادية الشام فكانت روايات (سلطانات الرمل) و (بنات نعش) وكتبت عن أسرار دمشق ونسائها في رواية (نازك خانم) التي تناولت سيرة عارضة أزياء شامية عاشت في باريس الستينيات. ثم رواية (ألماس ونساء) التي وصلت القائمة القصيرة لجائزة بوكرمان العربية في 2015، وكتبت ثلاثة أعمال أدبية للأطفال وصلت للقائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد لثلاث أعوام على التوالي 2016، 2017، 2018. أحدث أعمالها رواية عن تاريخ مدينة حلب (ليست رصاصة طائشة تلك التي قتلت بيلا).
ـ ما الذي جاء بك إلى عالم الكتابة؟
ـ الشغف، الحبّ، لا يحركني شيء غير هواي. أغرتني المساحة الشاسعة اللامحدودة التي يفسحها لنا الورق. جذبتني نبالة الورق الأبيض وحياديته أمام جنوننا الذي نفرّغه في حناياه. أكتبُ وأكتب دون شعارات، لا أزعم أني صاحبة قضية أو قضايا. أكتب باستمتاع أي أنا من أصحاب الكتابة، ألم يقل مرة الشاعر الفرنسي ألان بوسكيه (الكتّاب نوعان: أصحاب الكتابة وأصحاب القضايا، وأصحاب القضايا مثل أصحاب السوابق، ينتهي مفعول كتاباتهم حالما ينتهي مفعول قضاياهم).
ـ ما الكتاب الأكثر تأثيرا في حياتك؟
ـ منذ تفتح وعيي على هذا العالم وأنا مجنونة كتب: بدايتي مع الأدب الروسي ثم الأدب اللاتيني وتعرفتُ على الأعمال الأدبية التي كتبها الفلاسفة بحكم دراستي الجامعية في قسم الفلسفة لجامعة دمشق. لدي غرام بعوالم ألف ليلة وليلة. ولم تخفت فتنة بوشكين أو ليرمنتوف قط.
ـ أول كتاب قرأته؟
ـ كتاب الاعتبار للأمير أسامة بن منقذ.
ـ علاقتك بالكتاب الإلكتروني؟
ـ علاقة سيئة.
ـ الكتاب الذي تقرئينه الآن؟
ـ رسائل نيتشه.
ـ الموسيقى المفضلة لديك؟
ـ أحبّ الموسيقى الكلاسيكية. وللطرب الحلبي مكانة أساسية في حياتي. أحضر كل أسبوع سهرة طرب حلبي طبعا ذلك قبل زمن الكورونا.
ـ علاقتك بمؤلفاتك؟
ـ النسيان، أنسى ما أكتب، أتناسى وأتعمد خيانة أبطالي الذين أوجدهم قلمي بالذات، ذلك لأفسح المجال أمام المخلوقات الورقية الجديدة. أخاف من الوقوع في فخّ التكرار، لهذا أنسى.
ـ هل ستغير الكتابة العالم؟
ـ في كل لحظة يتغير العالم والكون ونحن وكل شيء، وللكتابة (أثر الفراشة) فالكتابة هي شيطان التفاصيل اللعوب والمراوغ الذي يربي الشرانق ومنها تنطلق الفراشات الجديدة.
ـ ماذا تحتوي مكتبتك؟
ـ مكتبتي تشبهني: كتب الفلسفة أولا وبعدها كتب التاريخ والرحالة ثم الروايات. هنالك كتب عن تربية القطط والطبخ لأنه من هواياتي المفضلة. منذ مدة أتابع صفحات الطبخ على الأنستغرام وأستفيد منها كثيراً.
ـ ما الذي يشغلك اليوم؟
ـ دائما مشغولة بنفسي. أحب نفسي وأدللها ولا أبخل بشيء عليها، أعترف أن نرجسة متوحشة تعشش بين ضلوعي. وكثيرا ما أنشغل بمتابعة صورتي المنعكسة على المياه، مع الكثير من النقد البنّاء. أنصرف لشؤوني اليومية البسيطة: غالبا ما أنام في السابعة مساء وأنهض في الرابعة صباحاً. هذا في الشتاء، فصل الكتابة لدي. كل شيء منظم، أعشّب حياتي من النباتات الضارة وبقسوة، أي لا أتساهل مع مالا يعجبني وقلما أجامل، رغم ذلك أنا اجتماعية واعتاد من حولي على الأسلاك الشائكة التي أشهرها بشكل علني أمام المتطفلين.