المكتبة
خاص 218
نخصص هذه المساحة الأسبوعية، كل يوم أحد، للحديث عن العلاقة بين المبدع وكتبه، والقراءة، والموسيقى.
شكري الميدي أجي: روائي وقاص، ليبي. صدرت له عن دار “سؤال” رواية “المكتباتي” 2016، ورواية “توقف نمو” 2018 ، وعن دار “عرب”، صدرت مجموعته القصصية “جيرمي الإيطالي يفتتح حانة في بنغازي” 2017 ورواية “أسلوب جدي” عن دار “ميم” 2017.
– ما الذي جاء بك إلى عالم الكتابة؟
· القراءة والرغبة في فعل ذلك، كثير من الأدباء قرأت لهم وهم يحرضون على تجربة فعل الكتابة، القصة الأولى التي كتبتها كانتْ تجربة ممتعة، لم أكن لأتوقف وقد عرفت إني لن أتوقف عن القراءة والكتابة.
– ما الكتاب الأكثر تأثير في حياتك؟
· تقرير إلى غريكو كتاب عبقري، نيكوس كازانتزاكي كان يتلاعب بكل شيء في حياته، أعتبره الكتاب الأكثر تأثيرا في حياتي، لأنه علمني أن كل شيء جزء من قصة ضخمة، بعض القصص تحتاج لسنوات طويلة حتى تصل لنهايتها، قبل كازانتزاكي قرأتُ على هامش السيرة، لغة طه حسين بدتْ مثل لعبة هي الأخرى، السيرة في أغلب الكتب هي التي تؤثر فيّ.
– ما هو أول كتاب قرأته؟
· لا يمكنني التذكر، لكن من أقدم الكتب في حياتي، موسوعة تاريخنا للصادق النيهوم، وطبعة بغلاف مقوى لقصص جحا المصورة، أتذكر إن على الغلاف صورة لجحا وهو يقطع غصن شجرة فيما هو جالس على نفس الغصن والمنشار بينه وبين الشجرة، ندرك أن جحا سيقع في لحظة انكسار الغصن، ولكنه لم يقع طوال فترة احتفاظي بالكتاب، وكنت أمتلك ألف ليلة وليلة طبعة دار صادر اللبنانية، ورواية السفينة لجبرا إبراهيم جبرا التي نقلتني بسرعة لمرحلة عمرية أخرى، وتحية طيبة وبعد لصادق النيهوم، كما وجدتُ رباعية الخسوف لإبراهيم الكوني في فترة مبكرة من حياتي، كانتْ صدمة حقيقية، حين أستعيد الآن ما حدث أجد نفسي معجبًا بشجاعة الكوني في رباعيته، أظنه أول ليبي قرأ الروس بشكل حقيقي.
– ما هي علاقتك بالكتاب الالكتروني؟
· قرأتُ مئات الكتب منذ أكثر من عشر سنوات، أول كتاب إلكتروني قرأته هو الفتيت المبعثر لمحسن الرملي، وقتها نشرت في موقع الأفق ثم رواية تقودني نجمة لمحمد الأصفر، وقرأت مؤلفات دوستويفسكي وتولستوي وهمنغواي وفوكنر وكل الأدباء الذين أحببتهم ولم تكن المكتبات الليبية توفر أي من كتبهم آنذاك. مؤخراً توقفت عن قراءة الكتب الالكترونية، حتى مخطوطات زملائي أقوم بطباعتها ومن تم قراءتها، لكنني مدين لثورة pdf حتى بمجرد نطقها تبدو مثل تعويذة لذيذة، شيء مثل القوات الدفاع الشعبي.
– ما هو الكتاب الذي تقرأه الآن؟
· أقرأ في حوالي سبعة كتب أو أكثر، لست أمتلك منهجاً أو نظاماً فمنذ فترة طويلة أقرأ كتاب عصر التطرفات، وأعيد قراءته، أمامي الآن كتاب عن الثورة الساندينية في نيكاراغوا وهو كتاب لفرانسيس بيزاني، ورواية الرجل الذي كان يحب الكلاب، وتقرير إلى غريكو والذي لا أتوقف عن قرأته، فهو مصدر كل شجاعتي الأدبية، وأقرا لشيموس هيني، وقصائد لعبد الرحمن الخميسي، في غلاف الكتاب كلام غريب يقوله لويس عوض عن الخميسي، يقول عنه: “الوحيد الذي اختار طريق تحرير الجماعة عن طريق الاشتراكية الواضحة واختار وحدة المثقفين والعمال ورفض أدب الهرب”. لا أفهم هذا الحماس إلا إنني أقرأ القصائد:
طشقند عذراءُ شرقيةٌ
وكأس سلاف مُعتقةٍ
ربيع حياه …
– ما هي الموسيقى المفضلة لديك؟
· منذ طفولتي أحب موسيقى الراب؛ أستمع لمزيج غريب من الموسيقى، لكنني أحب الراب، قبل أي شيء آخر.
– ما هي علاقتك بكتبك؟
· في تحرير دائم، مؤخرًا أعيد تحرير كل كتبي لإعادة طباعتها مجددا مع دور نشر ليبية، ستخرج “توقف نمو” عن دار الفرجاني، وأعمل على دمج أسلوب جدي مع بعض القصص القصيرة في نسيج رواية جديدة ضخمة وأعتبرها البداية الحقيقة مفاجئة ويسعدني أن تنشر في ليبيا.
– هل ستغيّر الكتابة العالم؟
· هناك على الأقل سبعة مليار عالم في عالمنا، الكتابة تغيّر مليارات العوالم منها يوميًا وفي كل لحظة.
– ماذا تحوي مكتبتك؟
· لدي عناوين جيدة، كتب سيرة ومذكرات، ترجمات لروايات دوستويفسكي، رواية ممتازة لميخائيل شولوخوف وترجمة الرجل الذي كان يحب الكلاب، كتاب مدهش، مذكرات ونستون تشرشل، مجموعة قصة الحضارة، وكتاب سيرة برتولت بريخت، ولكني أنتظر المزيد من الكتب.
– ما الذي يشغلك اليوم؟
· حاليًا؛ أعيد كتابة رواياتي وفي نفس الوقت أعمل على روايتي الجديدة، وقد اكتشفتُ إن إعادة الكتابة أكثر ارهاقًا، أمنح كل وقتي لهذا المشروع وأتمنى أن أنتهي منه قبل نهاية العام.