المفتي : القذافي “الكافر”.. وليس “الديكتاتور”
218TV | خاص
رغم مرور سبع سنوات على انطلاق ثورة السابع عشر من فبراير التي أرادها الليبيون انتفاضة ضد نظام العقيد معمر القذافي، إلا أن “الفتوى الغريبة” التي أطلقها الشيخ الصادق الغرياني بعد نحو أسبوعين من ثورة فبراير لا تزال موضع استغراب واستهجان، وهي فتوى قيل ليبياً ودولياً إنها ساهمت في إلباس ثورة الليبيين لباساً دينياً ضاراً، بعد أن دعا القذافي إلى الثورة ضد العقيد معمر القذافي بوصفه “كافراً”، وهو مصطلح لا يزال يثير توابع الأسئلة بعد كل هذه السنوات.
لم تكن مشكلة الليبيين مع القذافي في “مستوى تديّنه”، بل على امتداد نحو أربع عقود كان القذافي حاكما مستبدا وشكّل أقسى أوجه الديكتاتورية السياسية حول العالم، ومارس اضطهادا عنيفا لليبيين، إذ كان بوسع الغرياني أن يدعو الليبيين للثورة على القذافي بسبب استبداده السياسي، وليس بسبب “الكُفْر” الذي لا يملك الغرياني حتى من حيث الضوابط الشرعية “تكفيره” من دون أسانيد شرعية واضحة، علما أن القذافي استغل “الفتوى الدينية” ضده، وأخذ يُحذّر في خطبه السياسية اللاحقة من أن الثورة ضده هي نتاج القاعدة والحركات الإرهابية المتطرفة.
ولا تتردد أوساط دولية من القول إن دول عدة حول العالم أخذت حذرها وترددها الكبير حيال الثورة في ليبيا بعد فتوى تكفير القذافي من قِبَل الغرياني، وأحست بخطورة هذه الفتوى على حراك الليبيين، خوفا من يأخذ هذا الحراك “الصبغة الدينية”، وسط يقين متزايد بأن الغرياني قد خطّط منذ اللحظة الأولى تهيئة الأجواء أمام صعود الإسلام السياسي بجميع فئاته وشرائحه موجة “الربيع الليبي”، علما أن هذا المخطط الذي كان له ما يقابله ضمن خيوط وامتدادات إقليمية قد أضر بثورة فبراير، ويمكن وصفه بأني أولى محاولات سرقة فبراير.