“المعهد الألماني”: على واشنطن وقف “سياستها المتقلبة” في ليبيا
تقرير 218
بعد مرور ما يقرب من 8 أشهر على الحرب في طرابلس لم يتمكن أي طرف خلالها من حسم الصراع عسكريا في ظل تكثيف الجهود الدبلوماسية وميزان القوة العسكرية على الأرض تستبعد إمكانية العودة للعملية السياسية للحوار وهو ما يتطلب ضمانات دولية قوية .
في تحليل للمعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية رأى كبير المحللين بقسم الشرق الأوسط وأفريقيا ولفرام لاكر أنه مع استمرار الحرب أصبح الدعم العسكري الخارجي أكثر أهمية لكلا الجانبين الذي انخفض بشكل كبير في الآونة الأخيرة بعد أن باتت الحرب في طرابلس حرب استنزاف، إلا أن الدول المتداخلة في ليبيا ترى الطريق إلى مؤتمر برلين قد يؤثر على مصالحها الخاصة .
الدعم العسكري الأجنبي لطرفي النزاع في ليبيا بات من أولويات مؤتمر برلين ونظرة المجتمع الدولي بعد خرق العقوبات والحظر المفروض على توريد السلاح إلى ليبيا من قبل دول أعضاء في المجلس، حيث أكدت ألمانيا مجددا أمس موقفها الواضح الرافض للخروقات المستمرة للعقوبات وأن وقف تدفق السلاح سيسهم حتما في الوصول لحل سياسي .
لاكر رأى أن إيطاليا وبريطانيا وألمانيا بإمكانها ممارسة نفوذ أكبر للتأثير على مسار إنهاء الأزمة في ليبيا واتباع نهج أوروبي موحد، مشددا على أن الدعم السياسي الفرنسي للحرب في طرابلس ألحق ضررا كبيرا بالمصالح الأوروبية بعد العثور على أسلحة فرنسية في معسكرات لقوات الجيش الوطني الذي لم توضحه باريس حتى اللحظة .
بعد أن ساهمت دول في توسعة جدول أعمال مؤتمر برلين ليشمل بحث مرحلة ما بعد إنهاء الحرب في طرابلس شدد المعهد على أن الولايات المتحدة عليها لعب دور رئيس لاحتواء النفوذ الروسي والتوقف عن تغيير سياستها المتقلبة في ليبيا لتفرض ضغطا على مفاوضات إنهاء الأزمة ما سيترتب عليه تقديم تنازلات ضخمة من خصوم الجيش الوطني في طرابلس.