المعارضة السودانية تدعو الجيش لتسليمها السلطة
كعادتها في الأزمات، تحاول قوات الأمن السودانية فض اعتصام لآلاف المحتجين مستمر منذ أمس أمام مقر قيادة الجيش، مطالبين إياه بالوقوف إلى جانب مطالبهم بتنحية الرئيس عمر البشير، في استعادة لمشهد مشابه أطاح به الجيش بالرئيس جعفر نميري قبل أربعة وثلاثين عاما.
وأفاد المعتصمون بأن مجموعات من قوات الأمن على شاحنات صغيرة قامت بإطلاق الغاز المسيل للدموع بكثافة لدى توجهها صوب الاعتصام، كما أفاد شهود بسماع إطلاق نار كثيف، ونقل متظاهرون في ساعة مبكرة جوانب من اشتباكات مسلحة، يعتقد أنها بين عناصر الأمن وأفراد من الجيش تحاول حماية المعتصمين.
من جهتها، أعلنت قوى الحرية والتغيير المتكونة من تجمع المهنيين السودانيين وقوى سياسية معارضة تشكيل مجلس قيادي، ودعت الجيش لاستلام السلطة، وتسليمها إلى حكومة مدنية توافقية من شخصيات تكنوقراط، كما كشفت تواصلها مع المجتمع الدولي حول هذه الخطوة
قوات الأمن أغلقت منذ يومين جميع الجسور المؤدية إلى وسط العاصمة في محاولة للحيلولة دون اتساع نطاق الاعتصام، وهو ما أدى إلى اختناقات مرورية شديدة، كما أعلنت وزارة الموارد المائية والري والكهرباء السودانية عن انقطاع كامل للكهرباء في البلاد أمس دون تقديم أي تفسير أو تبريرات لهذا الإجراء.
تجمع المهنيين السودانيين، أحد الجهات الداعية للاعتصام، أعرب عن شكره لوحدات وطنية من الجيش وقفت في وجه من أسماهم “المليشيات الأمنية” التي حاولت اقتحام شارع القيادة من عدة اتجاهات لفض الاعتصام بالقوة.
يبدو أن نجاح المشهد الجزائري في إزاحة بوتفليقة قد شجع المحتجين السودانيين على المضي قدما في مطالباتهم بتنحية البشير غير عابئين بكل المعوقات أو التحديات التي تواجههم.