المصالحة بين عجز القبائل وغياب النخبة
عبدالوهاب قرينقو
تحديات كبرى تواجه المصالحة الوطنية في ليبيا التي تعطلت فاعليتها، ليس بعد الرابع من إبريل الماضي وحسب-ميعاد وصول الجيش لتخوم طرابلس – بل قبل ذلك بكثير، ففي ظل التهاء الجميع بمارثون الحرب وشرعنة السلطة لكل طرف وإلغاء الآخر ولعبة الكراسي وسباق المال وعراك الميراث على كنز البلاد، تناسى الجميع أن ثمة شقاقا يستوجب مصالحة وطنية لن تتحقق بدون عدالة انتقالية صارت بدورها سرابا.
لوقت قريب.. وبعد كل معركة بين التشكيلات المسلحة المسيطرة على مفاصل العاصمة كانت وفود المدن والقبائل تتوافد لتتجمع وتفض النزاع وكذا الأمر في مناطق أخرى لكن الحرب الحالية أكبر من أن توقفها مجرد قبائل لها مشائخ .. ولعل من أخطاء كل الأطراف والمراقبين والفاعلين في المشهد الراهن وعلى مدار السنوات الثمانية الماضية اختزلوا المصالحة الوطنية في الجانب القبلي التقليدي في غياب كامل للنخبة المتعلمة والمثقفة.
دون إنكار دور الفعاليات الاجتماعية للقبائل والمدن إلا أن تخصصها الذي لا تريد الخروج منه هو فض النزاعات ذات المستوى الأدنى ولا خبرة لها في الأحداث الكبرى.. ولا تلام في غياب النخب الوطنية الصادقة والتي لم تقيدها سلاسل الاصطفاف لأي طرف والتي بدورها معزولة وبلا فعالية.