المشير حفتر يظهر في “المُقدمة المصرية”.. ويخطف الأضواء
218TV.net خاص
غالبا ما تقوم الصور المُلْتقطة بعفوية بـ”دور خاص” لا تقوم به “النصوص الخبرية” لوكالات الأنباء التي تغطي حدثا ما، إذ تتولى الصور تركيب التفاصيل، وتبيان المخفي، وفي حالات كثيرة تقوم الصور بشرح ما هو غامض في تقارير صحفية وإعلامية تتحدث عن “فتور أو برود” في العلاقات السياسية.
حدثُ افتتاح قاعدة محمد نجيب العسكرية في منطقة الحمام المصرية القريبة جدا من الحدود الليبية، كان يمكن لـ”النص الخبري” أن يشير فقط إلى أن قائدَ الجيش الوطني المشير خليفة حفتر حضر ضمن عدة وفود عربية هذا الحدث العسكري الذي يبدو أن القيادة العسكرية المصرية تراهن عليه كثيرا، لكن التدقيق في الصور يُظْهِر التفاصيل الغائبة التي استدعتها ، فقائد الجيش الوطني حضر في “الصف الأول”، وهذا لافت جدا من حيث “الرسائل المُشفّرة” التي حضرت على شكل “كسر البروتوكول” للفت الأنظار إلى أن المشير بات الرجل رقم واحد في ليبيا.
وفي البروتوكول العسكري فإن ترتيب وقوف الضيوف على يمين المُضيف تأتي حسب الأهمية إما للدولة، أو للشخصيات المُمثلة للدول، وتلك تقاليد تتداخل بها المواقع التي تشغلها هذه الشخصيات، ومواقعها ورتبها العسكرية، إذ كان لافتا بكل المقايسس أن يحضر المشير حفتر ويكون في مقدمة حضور القاعدة العسكرية، جالسا على المقعد رقم 4 على يمين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مُتقدما على الشيخ محمد الخالد الصباح نائب رئيس الوزراء الكويتي- وزير الدفاع، ومُتقدما على بضعة مسؤولين عسكريين عرَب وأفارقة.
وفي “كلام الصور” ظهر المشير حفتر على عربة عسكرية مكشوفة محييا القوات على جنبات ميدان العرض العسكري في القاعدة، لكن في هذه الصورة فإنه ظهر مباشرة إلى جوار السيسي وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، فيما كان المشير هو الوحيد الذي يرتدي البزة العسكرية في مقدمة الضيوف، وفوق القاعدة العسكرية، وهو أمر لافت فكل الضيوف فوق المقدمة يحملون رتباً عسكرية إلى جانب مواقعهم السياسية، ومع هذا كان المشير وحيدا مرتديا بزته العسكرية، في إشارة ضمنية إلى أن ليبيا تخوض الحرب، وأنّ أوان خلع البزة العسكرية لم يحن بعد.
هي صور، لم تمر مرور الكرام، بل أعطت للمشير حفترحضورا عسكريا إقليميا، والأهم أنه يحظى بـ”ثقة إقليمية” بعد الإنجاز العسكري الأخير في بنغازي، وعلى الأرجح فإن سائر التحفظات بشأنه قد زالت تماما، وإلا – كما تقول أوساط – لسُمِعت “تحفظات” على “البروتوكول المصري”.