المشير حفتر ودلالات تحركاته الأخيرة.. عسكرياً
تقرير 218
حين يتفقد قائد عسكري قواته في ثكناتها فهذا يؤشر على الاستعداد لمواجهة عسكرية، وحين يصرح بنفسه علناً وفي كلام منقول عبر وسائل الإعلام بأن المواجهة مستمرة مع عدوه فذلك يدل على أن الصدام العسكري قادم، هذا ما يمكن قوله بعدما ظهر القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر وهو يتنقل من معسكر إلى آخر، حيث أن الزيارات المعلنة تصب كلها في إطار المواجهة مع قوات الوفاق والمرتزقة الذين تزج بهم تركيا في أتون الحرب الليبية.
وبدأ حفتر منذ انسحاب الجيش من المنطقة الغربية في الالتفات إلى بيته الداخلي تلبية للمطالب الملحة بضرورة إصلاح بعض مكامن الخلل، والوقوف على الجاهزية، فبدأ باجتماع ضم أركانات الجيش وناقش معهم باستفاضة أوضاعهم ونواقصهم، ثم بدأ في سلسلة زيارات إلى معسكرات وكتائب عسكرية تتبع القيادة العامة ملقياً في كل مكان كلمة حماسية تثني على الضباط والجنود وتؤكد على المواجهة المستمرة مع الأتراك الذين دخلوا بشكل مباشر جداً على خط الصراع الليبي ضاربين بعرض الحائط كل القرارات الأممية ومطالب الدول بضرورة إنهاء الخلافات واللجوء إلى الحل السلمي.
زيارات القائد العام للجيش للثكنات والمعسكرات وحديثُه عن مواجهة مسلحة مع الأتراك وقوات الوفاق والمرتزقة سبقه حديث مسؤولين أتراك من بينهم وزير الخارجية مولود تشاويش أوغلو عن تجهيزات لحرب سرت الجفرة حال لم ينسحب منهما الجيش الوطني، وهذا التصريح يعكس رغبة تركية في الوصول إلى منطقة الهلال النفطي من جهة سرت، ومنطقة الحقول النفطية من جهة الجفرة، وهذه المساعي التركية لن تتحقق ما دام الخط الذي توقف عنده الجيش الوطني ما يزال مرسوماً في رمال الصحراء، وما تزال آثاره باقية حتى اللحظة.