المشهد الليبي بين “العسكري والسياسي”
وصف الباحث السياسي فرج دردور أن الخارطة التي أعلن عنها المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، بأنها تسير بخطوات جيدة بعد التشاورات واللقاءات بين وفدي مجلسي النواب والأعلى للدولة في تونس.
وقال دردور في مداخلة عبر برنامج “البلاد” على قناة (218)، إن الإشكالية ليست في الاتفاق فقط وإنما هنالك إشكالية مكانية واختلافات فكرية وجهوية وضغوطات على مجلس النواب من أطراف كثيرة.
وأكد دردور أن ما يدور في تونس هي مفاوضات من أجل الوصول لتفاهمات وتوزيع للحصص، ولا نستطيع وصفه بالحوار الوطني، راهنا مرور الاتفاق في الشرق بموافقة السلطة العسكرية هناك.
وبين دردور أن لقاء غسان سلامة بقائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر، كان مهما، بينما وصف لقاءه مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح بـ”الشكلي” لأن عقيلة لا يسيطر على مجلس النواب وغير قادر على جمعهم وعلى التواصل معهم.
من جهته، قال المحامي والناشط الحقوقي عبدالحفيظ غوقة إن ما تم خلال الأيام الستة في تونس بين فريقي الحوار هي تفاهمات مسبقة تم التوصل إليها قبل مدة عبر اجتماعات “ماراثونية” في عدة دول.
وتوقع غوقة لـ(218) أن تخلق المادة الثامنة إشكالية بين لجنتي الحوار لما لها من أهمية وحساسية، بالإضافة إلى من سيتولى الصلاحيات السيادية ومنصب القائد الأعلى، مشددا على وجوب ترك المسائل العكسرية للعسكريين لأنهم قادرون على الوصول إلى تسوية وإلى تفاهمات حول عديد النقاط الخلافية التي تتعلق بالمؤسسة العسكرية.
وأكد غوقة أن البرلمان يعاني من الضعف ومن حالة انقسام كبيرة منذ ما قبل الاتفاق السياسي، وإن التغلب على هذا الضعف بات أمرا صعبا داعيا النواب إلى التعالي عن الخلافات وتغليب مصلحة الوطن على حساب المصالح الضيقة.
وفي مداخلة للخبير في شؤون الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية، أكد أن خروج داعش من سرت لم تكن نهاية التنظيم، وإنه أعاد التموضع وعاد إلى حرب الاستنزاف والعصابات بانسحابه إلى جنوب سرت وإبقاء خلاياه في عدة مدن.
وأشار هنية لـ(218) إلى أن التنظيم وعبر هجوم مصراتة ما يزال يملك القدرة على المناورة وعلى إقامة تكتيكات حرب العصابات، مؤكداً أن التنظيم يتموضع داخل الخلافات مستفيداً من انقسام المجتمع السياسي والقبلي والايديولوجي وأنه يعمل بصورة يجمع بها بين المركزية واللامركزية، وأن خطوطه مترابطة ومتواصلة داخل الأقطار العربية.