المشري على رأس المعرقلين !
عبدالوهاب قرينقو
بعد إقرار مجلس النواب موافقته على قانون الاستفتاء على الدستور مع إجراء تعديلات على الاتفاق السياسي لم تهدأ عاصفة الممانعة الهوجاء، ما يطرح سؤالاً صار حديث الشارع الليبي عن مصير قانون الاستفتاء على الدستور؟ ولماذا كل هذه العرقلة العبثية كلما لاح بصيص أمل؟
مذ أعلن مجلس النواب توافق أعضائه على قانون الاستفتاء وتحصينه بتعديل في الإعلان الدستوري وسيل الاعتراضات لم يتوقف بعد أن كان الجميع ينتقدون البرلمان لتباطئه بشأن التوافق لإقرار قانون الاستفتاء على الدستور الذي طال انتظاره.
خالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة على رأس الواقفين ضد الإقرار متهماً مجلس النواب، بأن تعديلاته مخالفة للاتفاق السياسي بوجود عيوب قانونية بشأن قانون الاستفتاء.
المشري يرى أن تعديل أي مادة في الاتفاق السياسي يُلغي الصيغة الأصلية لها، رافعاً أمر الاتفاق إلى “قدسية سماوية” غير قابلة للتغيير ولا المساس ولو بحرف واحد من الاتفاق ! متشبثاً به كذريعة لعرقلة كل ما يصدر عن البرلمان، أو يهدد وجوده على ما يشعر أنه عرش ليبيا التي كانت ستنفضه وتياره المريب لو أن لشعبها إرادة .
ولم ينس المشري أحد رموز الإخوان أن يضع في سلة اتهاماته أيضاً اعتراض صالون مجلسه الأعلى للدولة على تقسيم ليبيا إلى 3 دوائر انتخابية ربما بحجة محاصصة وشبه تقسيم وكأنه لا يدور هو ومجلسه وحتى الرئاسي والبرلمان منذ الصخيرات في زوبعة المحاصصة والجهوية وتقسيم البلاد إلى أقاليم، بداية من اللعب بتقسيم البلديات وتناسلها المريع مروراً بتسعة نواب في الرئاسي وليس انتهاءً بتشظي كل مؤسسات الدولة تقريباً إلى نصفين .
ثلاث سنوات مرت على اتفاق الصخيرات، وأغلب بنوده لم تتحقق.. حكومة الوفاق لم يزكيها مجلس النواب ما جعلها تعمل بشرعية أجنبية غير معترف بها من البرلمان الذي هو المؤسسة التشريعية الوحيدة التي يعترف بها الاتفاق .. وبكل جرأة ونسف لبنود الاتفاق الذي يقدسه المشري ينتقل مجلسه الأعلى للدولة من صفته الاستشارية إلى فاعل حقيقي في المشهد.
ما يبدو عليه أمر الجدل الليبي-الليبي أنّه كلّما لاحت فرصة اقتراب يبرز لها ألف معرقل ومعرقل فلو تم التراجع عن فكرة الدوائر الثلاث والتخلي عن اشتراط تمرير مشروع الدستور على نسبة 50+1 وكل ما اُختلف عليه، لخرج على الشعب جهابذة آخرون ممن يجيدون وضع العصي في دواليب عربة البلاد التي تحاول الانطلاق كل مرة في غياب شبه تام لإرادة الشعب المقسم المغلوب على أمره ! .. إلا إذا تنامى حراك غضب فزان أكثر، لتنتقل شعلة الإرادة لغضب في برقة وآخر في طرابلس ليتوحد الجميع في حراك واحد : غضب ليبيا الذي لن يُبقي ولن يذر .