المسار السياسي.. بطء شديد ومُختنقات تُهدّد بـ”المربّع الأول”
تقرير 218
عاد البرود ليتسلل إلى المسار السياسي الليبي، بعد أن انتعش كثيرًا في يونيو الماضي، إثر انتهاء المعارك غرب ليبيا بانسحاب الجيش الوطني من طرابلس ومناطق في الغرب، فمنذ أكثر من شهرين أطلقت المبعوثة الأممية إلى ليبيا، ستيفاني وليامز، مفاوضات سياسية جادة حين جمعت 75 شخصية في تونس؛ لبحث كيفية توحيد الحكومة وتقليص كراسي المجلس الرئاسي التي تبعثرت في 2015، بسبب حالة الأمر الواقع ومخاوف التهميش ومطامع السلطة.
وما تزال المباحثات الشاقة قائمة من حيث الشكل، لكنها من حيث المضمون شبه مُتوقفة؛ بسبب تباعد وجهات النظر بين المشاركين في المسار التفاوضي الذي انطلق بهمّة عالية ونيّة كبيرة وتطلعات جادة من الذين وقفوا مشجعين في الخلف، داعمين لمسعى التراشق بالكلمة بدلاً من التراشق بالرصاص الذي كان سمةً سائدةً على مدار سنوات.
وثمة مختنقات تُواجه الحوار السياسي الذي ترعاه البعثة؛ فالتحدي صار كبيرًا خصوصًا مع فتور الهمم وانطفاء المعنويات، وتوجّه “ستيفاني” إلى الدخول في تفاصيل التفاصيل، من خلال تشكيل لجنتيْن “قانونية واستشارية”، ستعملان على تذليل الصعاب وتقريب وجهات النظر، وتهذيب الخلافات التي تسبّبت فيها حالة الشقاق الواضحة.
ويقود المسار السياسي، اليوم، إلى أحد اتجاهين، إما اتجاه يقضي بتوافق الأعضاء الـ75 الذين صارت لقاءاتهم افتراضية، أو اتجاه ترميم المجلس الرئاسي الحالي مع بقاء فائز السراج رئيسًا، وتشكيل حكومة مُنفصلة، يكون رئيسها محسوبًا على المنطقة الشرقية.
في كل الأحوال؛ هنالك مختنقات يعيشها المسار السياسي، وهذه المختنقات التي سبّبها انعدام الثقة، ورفض التنازلات، وتضارب مصالح الدول الأجنبية؛ قد تعيد “البلد الجريح” إلى المربّع الأول، مُربّع الفوضى والحرب.