المرأة في الحروب والكوارث.. هل هي أول الضحايا؟

المرأة في الحروب والكوارث؛ مسألة باتت تشغل إلى حد كبير كل الهيئات المهتمة بالدفاع عن حقوق الإنسان.

وفي هذا السياق أشار موقع اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أن 90% من ضحايا الحروب هم من المدنيين وخصوصًا النساء والأطفال.

وذكر أن “النساء يواجهن مشاكل محددة في النزاعات المسلحة، مثل العنف الجسدي والمخاطر على صحتهن”.

ولفتت العديد من التقارير إلى أن المرأة تعاني إلى حد كبير من تبعات الكوارث الطبيعية التي يشهدها العالم بين الحين والآخر ومنها الفيضانات.

وهذه بعض اللقطات التي ترصد جزءًا من معاناة المرأة بسبب النزاعات العسكرية والنكبات الطبيعية وغير الطبيعية.

الحروب

حرب أوكرانيا

ينشغل العالم حاليًا بالحرب الدائرة رحاها في أوكرانيا. وتظهر صورة المرأة واضحة في هذا المشهد المأساوي حيث لجأ عدد كبير من النساء مع عائلاتهن إلى أمكنة أكثر أمنًا من أمكنة سكنهن ليتحوّلن إمّا إلى مختبئات في الملاجئ أو إلى لاجئات.

وفي حصيلة أخيرة للضحايا؛ ذكر تقرير أصدرته وزارة الصحة الأوكرانية أن عدد الضحايا في الأيام الأولى للحرب وصل إلى 352 مدنياً من الرجال والنساء والأطفال.

وأفادت إحصاءات الأمم المتحدة بأنه تم التعرف على 31 رجلاً و25 امرأة، علمًا أن هذه الأرقام غير نهائية ومرشحة للارتفاع.

السودان

شهد السودان في السنوات الأخيرة الكثير من الاضطرابات الأمنية والنزاعات.

وفي ظل هذه الأجواء؛ علت الأصوات مطالبة بالمساواة بين المرأة والرجل في نواحي الحياة كافة، كما شدد الكثيرون على أهمية وضع حد لانتهاك حريتها واستهدافها من قبل قوات الأمن؛ إلا أن معاناة النساء لم تتوقف، خصوصًا في أمكنة النزاعات وعانت بعضهن من المجاعة.

وفي عام 2021 وتحديدًا في يوم المرأة في 8 آذار مارس؛ صدر تقرير أشار إلى ارتفاع عدد الاعتداءات الجسدية على النساء السودانيات، حيث سجلت حتى ذلك الوقت نحو ثلاثة آلاف حالة، كما تم الحديث عن قتل الكثير من النساء والفتيات على أيدي أفراد الميليشيات القبلية.

اليمن

تعتبر المرأة اليمنية من أبرز ضحايا الحروب التي يشهدها العصر الحديث.

وفي هذا السياق، ذكر تقرير نشرته صحيفة The Guardian أن هذه الحرب أدت إلى ارتفاع مستويات العنف ضد النساء وإلى تراجع تمويل مراكز الرعاية الاجتماعية والنفسية للهاربات من العنف المنزلي. كذلك تجد المرأة اليمنية نفسها مرغمة على أداء دور الرجال أثناء غيابه. وهذا ما يفرض عليها القيام بأمور تفوق قدراتها الجسدية.

سوريا

لا تمر المعارك الدائرة في سوريا مرور الكرام بالنسبة إلى المرأة. فقد عانت من كل تبعاتها الاقتصادية والاجتماعية السيئة.

وفي هذا الاتجاه، واجهت الفقر والقهر وخصوصاً مع وفاة الزوج. كما تعيّن عليها التعامل مع الظروف الاجتماعية والصحية غير الإنسانية في العديد من أماكن اللجوء.

وفي المقابل، دفعت الحرب الكثير من سيدات المنازل إلى خوض تجربة العمل وبناء قدراتهن الاقتصادية والذاتية.

العراق

أصبحت المرأة العراقية أيضًا منذ سنوات من ضحايا الحروب والنزاعات في العالم، فقد واجهت الكثيرات في العراق مصاعب نجمت عن فقدان الرجل المعيل فضلاً عن المتاعب الاقتصادية والعوز والمخاطر الجسدية.

يشار إلى أن النساء العراقيات الأيزيديات عشن أكثر المراحل في حياتهن صعوبة حيث تعرضن للاستغلال الجسدي و العديد من الممارسات اللاإنسانية.

ليبيا

عانت المرأة الليبية، كغيرها من النساء في مختلف بلدان العالم؛ من تبعات النزاعات العسكرية التي دارت في البلاد. فقد خلفت الاشتباكات التي درات منذ عام 2011 عددًا كبيرًا من الأرامل وأمهات الأيتام والثكالى.

وفي عام 2020؛ أشار تقرير عن جمعيات معنية بشؤون المرأة إلى أن الأضرار التي لحقت بالنساء جراء ذلك كبيرة رغم التقدم الذي حققنه في مجالات عدة مثل العمل والدعم القانوني.

وذكر مكتب منظمة الصحة العالمية في ليبيا في العام نفسه أن أكثر من 200 ألف امرأة ليبية نازحة في سن الإنجاب يحتجن إلى تلقي مساعدة إنسانية.

وقدر مكتب الأمين العام للأمم المتحدة عدد النازحين بسبب حرب العاصمة طرابلس بأكثر من 140 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال الذين فقدوا معيلهم.

ورغم الهدوء النسبي الذي تشهده البلاد حاليًا؛ ما زالت نساء ليبيا يعانين من عدم المساواة على مستوى التمثيل السياسي.

وفي هذا السياق، أشارت مبعوثة الأمم المتحدة السابقة ستيفاني ويليامز، في وقت سابق، إلى أن حصة الليبيات تقل عن 30 % في المناصب الوزارية.

الكوارث

يشهد العالم في كل المواسم الكثير من الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية التي تؤدي إلى مقتل عدد كبير من السكان، فليس منّا من ينسى إعصار تسونامي الذي حدث في إندونيسيا في 2004.

وفي هذا السياق؛ أشارت التقديرات إلى أن عدد النساء اللاتي لقين حتفهن عادل ثلاثة أضعاف عدد الرجال.

وأعاد محللون السبب إلى العادات التي تفرض على المرأة ارتداء ملابس ثقيلة وإلى عدم معرفة معظم النساء كيفية السباحة فضلاً عن تفضيل الذكر على الأنثى في عمليات الإنقاذ.