اهم الاخباركتَـــــاب الموقع

المرأة الليبية في مواجهة هجوم استباقي!

الحسين المسوري

الهجوم الذي تواجهه المرأة الليبية؛ هو، في أكثره، هجومٌ استباقيٌ، واتهامٌ وإدانةٌ مستمرةٌ، حتى لو ثبتت براءتها، حيث شنّت الكثير من الصفحات الليبية على مواقع التواصل الاجتماعي، هجومًا على السيدات المشاركات في ملتقى الحوار السياسي الليبي بجنيف، باتهام بعضهن بأنهن “تلقين رشاوي”، والافتراء بـ”ورود أسمائهن في تقرير فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة”، رغم أن تقرير الأمم المتحدة لم يصدر بعد، والتحقيقات وحكم المحكمة هو الفيصل في مثل هذه الاتهامات الكبيرة، والتي إلى اليوم؛ لا زالت مجرد تكهنات، وحملات تشويه.

قبل هذا الاتهام؛ جاءت الضربة الاستباقية للمرأة الليبية من رئيس الحكومة المكلف، عبدالحميد دبيبة، خلال مؤتمره الصحفي، الذي تهرب فيه من التزامه المسبق خلال ترشحه بأن تكون نسبة مشاركة المرأة في حكومته بمقدار 30%، وكانت إجابته مائعة، رغم أن الوفاء بهذا الشرط ليس معجزة؛ فإذا كانت الحكومة مصغرة من عشرة وزراء؛ فيعني أنه سيُعيّن ثلاث وزيرات، وإذا كانت من 20 وزيرًا فيعني أنه سيُعيّن ست وزيرات، وبإمكانه طلب مرشحات للوزارة من الأطراف الفاعلة التي يتفاوض معها على تشكيل حكومته.

الملاحظ؛ أنه كلما اقتربت المرأة الليبية من الوصول إلى دائرة صنع القرار والتأثير فيه، كما أوضحت بعض المواقف السابقة سواء في المؤتمر الوطني أو البرلمان أو الحكومة أو ملتقى الحوار السياسي الليبي؛ يتم الهجوم عليها وتصويرها أنها غير قادرة وغير جديرة بتولي هذه المناصب ومحاولة تشويهها بإطلاق الاتهامات جزافًا، سواء بالطعن في ذمتها المالية أو حتى في عرضها، والمفارقة أن هذا الهجوم يصدر في وقت يسجل فيه الرجل الليبي أكثر فترات فشله وفساده وسقوطه الأخلاقي، سواء في العمل السياسي وحتى الإداري، بل إن الفساد أصبح سمةً لغالبية المسؤولين، إلا قلّة قلية محترمة؛ إما انسحبت من المشهد أو استبعدت أو ما زالت تناضل.

عمومًا؛ الأمر ليس بجديد فحملات تشويه المرأة الليبية مستمرةٌ عبر افتراء القصص، وفبركة الصور، واقتحام الحياة الخاصة، وقرصنة الصفحات الشخصية والبريد الإلكتروني لهن، والاعتداء على خصوصياتهن، والزج بأسماء وصور أفراد العائلة والأقارب، ومحاولة اغتيالهن معنويًا وحتى جسديًا، كما حدث مع “سلوى بوقعيقيص وفريحة البركاوي وأنتصار الحصائري وسهام سرقيوة وحنان البرعصي”، وغيرهن، حيث دفعت المرأة الليبية ثمنًا كبيرًا جدًا لمشاركتها في العمل السياسي واهتمامها بالشأن العام، وهناك من يريدون إقصاءها عن المشهد، ربما لأنها كانت سببًا في عدم وصولهم للمناصب التي كانت على بعد خطوة منهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى