المتسولون في ليبيا.. غرباء في أوطانهم
تقرير | 218
لم يعد مستغربا رؤية المتسولين في شوارع ليبيا، بل الغريب أن يعيشوا غرباء في أوطانهم والحديث هنا عن أولئك الذين تقطعت بهم السبل ولم يجدوا جهة أو وزارة تهتم بمعاناتهم واحتياجاتهم، فبينهم العاجز والمسن والنازح، يشحذ الفتات من أبناء بلده ليسد رمقه وهو مكسور الخاطر فاقد للأمل متنازل عن كبريائه، فلا كبرياء مع الجوع.
على الجانب المقابل هناك نوع آخر قد يكون ليبياً أو أجنبيا امتهن التسول وبات مصدر رزقه وأرباحه حتى ولو عرضت عليه وظيفة يرفضها مفضلا أن يظل شحاذا ومستغلا عطف الناس لأنه اعتاد الكسب السهل.
وهناك نوع يعتبر خطيرا، حيث إنه يستخدم الأطفال ويشكل بهم عصابات يوزع عليهم العمل ويغير أماكن وقوفهم بشكل دائم وهذه تعتبر جريمة منظمة يعاقب عليها القانون.
وفي هذا الإطار بدأت وزارة الداخلية بالوفاق ورشة عمل لمكافحة الظاهرة في العاصمة طرابلس، ولكن قد يبدو من الترف في ظل الأوضاع الحالية الحديث عن القضاء على ظاهرة التسول ولكن يجب تسليط الضوء عليها دائما حتى نجد حلا نهائيا في القريب العاجل.
من جهتها أعلنت مديرية أمن طرابلس إطلاق حملة شاملة لمُكافحة هذه الظاهرة بمُشاركة عناصر من قسم المرور والنجدة ومكتب البحث الجنائي والشرطة النسائية.
وقالت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق في بيان، إن هذه الحملة تأتي في إطار تفعيل دور الرعاية الاجتماعية والوظيفة الأمنية الاجتماعية الرامية إلى تحقيق وتوفير السند الاجتماعي ومعالجة حالات التشرد في الطرقات العامة ومعالجة أوضاع المتسولين قانونياً وإدارياً”.