اللي مات مات علي روحه ..
محمد حديد
من 2011 وحتى يومنها هذا ، سنوات لم تشهد فيها ليبيا استقراراً إلا قليلا.. فما إن تنهتي حربٌ حتى تقوم أخرى تكون أشدَّ من سابقتها، وككل مرة بعد نهايتها يبدأ أطراف القتال في إحصاء خسائرهم وأولها الضحايا.
منذ تلك السنة وجملة “اللي مات مات على روحه” تعد هي الشائعة على ألسن عدد من الليبيين بعد توقف إطلاق النار الذي يليه في أكثر الأوقات لقاء المتحاربين على طاولة واحدة والاتفاق على إرجاع السلاح إلى غمده بعد التوافق على تقاسم المصالح أو دخول وسيط معين.
على مدى هذه السنوات إذا حاولت إحصاء الصراعات التي عاشتها ليبيا ستحتاج إلى وقت لِعدِّها والتحقق من عدد الذين راحوا ضحيتها فبعد حرب فبراير برزت حروب أخرى كتلك التي حدثت في غرب طرابلس، ومن بعدها غرغور، وحرب القرار رقم 7 القاضي باجتياح مدينة بني وليد، وفجر ليبيا، وحرب طرابلس الأخيرة… وغيرها الكثير، منها ما استمر لساعات ومنها لأيام وشهور.
مرت هذه السنوات حاملة في أيامها وشهورها حروبا ونزاعات، منها ما هو واضح الأهداف، ومنها ما هو غامض، كتلك التي شهدتها طرابلس في السنوات التي سبقت حرب أبريل 2019، غير أن النهاية التي اجتمعت عليها كل تلك النزاعات هي الموت الذي طال حاملي السلاح، والمدنيين العزل ممن كان قدرهم أن يكونوا في خط النار.
نهايات مأساوية عاشها الليبيون بعد كل حرب، كان لا بد لها أن تنتهي بصلح بين أقطابها، وتنتهي الشعارات المصاحبة لها والتي تجري على ألسن حاملي السلاح ومن يقف في صفهم بأول حالة إظلام تام تتزامن مع الأزمات المعيشية الأخرى وينظر الجميع في مأساتهم بعين الحسرة ويردد البعض منهم “اللي مات مات علي روحه”.