الليبيون يحبسون أنفاسهم.. في ليلة تاريخية لـ”الفرسان”
عندما تدقّ الساعة التاسعة مساءً بتوقيت ليبيا؛ سيكون الليبيون على موعد لكتابة صفحةٍ جديدةٍ من تاريخ الكرة الليبية، صفحةٌ تطوي ما قبلها منذ أكثر من سبع سنوات، واليوم فقط؛ أصبح الحبر جاهزًا لكتابة حقبةٍ جديدةٍ للكرة الليبية الجريحة
رفع الحظر:
لا يخفى على أحد ما مرّت به ليبيا من سنوات عصيبة فُقد فيها الاستقرار الأمني؛ الأمر الذي انعكس سلبيًا على الرياضة المحلية ليقرّر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، في عام 2014، فرض حظر على الملاعب الليبية، لتبدأ رحلة المعاناة للمنتخبات الوطنية بجميع الفئات، وكذلك الأندية المحلية.
سبعُ سنواتٍ عجز فيها المنتخب عن التأهل لكأس أمم أفريقيا، أمّا الأندية الليبية، فحالها كان أفضل قليلاً؛ فالأهلي بنغازي بلغ ربع نهائي أبطال أفريقيا موسم 2014، والأهلي طرابلس بلغ الدور ذاته عام 2017، والنصر بلغ ربع نهائي الكونفدرالية الموسم الماضي، لكن، الآن، اختلف كل شيء بعد أن قرّر “الكاف” منح ليبيا فرصة جديدة ليزور وفد “الكاف”، الفترة الماضية، ملعبيْ طرابلس وشهداء بنينا؛ ليطلب بعض الإصلاحات فيهما، لتأتي بعدها البشرى من الرباط المغربية على لسان اتحاد الكرة، الذي أكد موافقة الاتحاد الأفريقي على رفع الحظر عن الملاعب الليبية.
موقعة شهداء بنينا:
ربما لم يخدم الحظ المنتخب الوطني كثيرًا في أولى مبارياته على ملعبه بعد رفع الحظر لأنه سيُواجه منتخبًا عنيدًا، وهو المنتخب التونسي المدجّج بنجومه، والمتأهل سلفًا لكأس أفريقيا، مباراةٌ ستكون صعبةً لـ”رفاق الهوني” لكنهم سيضربون عصافير عدة بحجرٍ واحدٍ في حال تحقيق الفوز؛ أولاً الفوز على تونس متصدر المجموعة سيكون له أثر إيجابي خاصةً أن اللقاء يعتبر ديربي، والديربيات دائمًا ما تكون لها نكهةٌ خاصةٌ، ثانيًا سيكون هذا اللقاء فرصةً لمصالحة الجماهير الليبية الغاضبة من تدهور النتائج، وأخيرًا سيكون الفرصة الأخيرة للفرسان لإحياء حظوظهم في التأهل.
حظوظ بلوغ “كان” الكاميرون:
حظوظ المنتخب الوطني في التأهل؛ تكاد تكون معدومة، فالتأهل لن يحسمه المنتخب وحده لأنه وجب عليه انتظار هدية من تونس وتنزانيا شريطة الفوز في مبارتيْه، إذ إن الفرسان يملكون في رصيدهم ثلاث نقاط فقط، من فوزٍ على تنزانيا في الجولة الثانية.
وفي حال الفوز على تونس وتنزانيا في الجولتيْن الأخيرتيْن؛ سيملك المنتخب تسع نقاط، وبالتالي يكون من الممكن التأهّل حسابيًا في حال تعثر غينيا الاستوائية أمام تنزانيا وتونس، لذلك تعدّ مسألة التأهل معقدة لأن المنتخب الوطني هو من أضاع الحلم عندما فقد مباراة غينيا الاستوائية في الوقت بدل الضائع في القاهرة.
دعمٌ كبيرٌ من الشعب والحكومة:
رغم صعوبة مهمة فرسان المتوسط؛ إلا أن الشارع الرياضي قدّم الدعم الكامل لهم قبل موقعة تونس، وهذا بدى جليًا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، بدوره، أيضًا، تواصل رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبدالحميد دبيبة، مع المنتخب، مساء الأمس، وقدّم لهم الدعم الكامل، وطلب من اللاعبين تقديم مباراة تليق بسمعة ليبيا، كما وفرت الحكومة طائرةً خاصةً للمنتخب للتنقل إلى تنزانيا بعد مباراة تونس مباشرة.
المنتخب وفيليبوفيتش:
يمتلك المنتخب الوطني، في الجيل الحالي، نجومًا عدة قادرةً على تحقيق الفارق، ومنهم “الهوني وصولة واللافي والمصراتي وسلتو والورفلي”، وغيرهم، ولكن للأسف لم يحقق هذا الجيل أي نتائج حتى الآن، فربما لم يجد هذا الجيل الجهاز الفني المناسب، ويأمل الليبيون أن يكون المدرب المونتينغري زوران فيليبوفيش، هو الحلقة المفقودة التي يبحث عنها الاتحاد خاصةً أنه لقي قبولاً كبيرًا من الشارع الليبي في نهائيات “الشان” في الكاميرون.