الليبيون يتذكرون الدكتور محمود جبريل في الذكرى الثانية لوفاته
تقرير/ 218
تمر على الليبيين اليوم الذكرى الثانية لوفاة الدكتور محمود جبريل رئيس تحالف القوى الوطنية والمدير التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي السابق، الذي فارق الحياة في العاصمة المصرية القاهرة عن عمر ناهز 68 عاماً في مثل هذا اليوم من سنة 2020، بعد صراع مع فيروس كورونا.
حظي الفقيد بمسيرة لافتة على المستويين العلمي والعملي، ويُعد من أبرز الشخصيات التي أحدثت تغييراً نحو التنمية، وأعطى ما لديه طيلة العقود السابقة من أجل النهوض بليبيا نحو التنمية والديمقراطية.
دأب الراحل منذ سبعينيات القرن الماضي على التدرج في سُلم السياسة والاقتصاد، وحصل على مؤهلات علمية عالية المستوى في جامعة القاهرة وجامعة بيتسفيلد في ولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأميركية، التي عمل فيها أستاذاً في التخطيط الاستراتيجي منتصف الثمانينيات.
يُذكر أن لجبريل لمسة في صناعة القرار على المستوى العربي والأوروبي، من حيث تنظيم وإدارة مؤتمرات التدريب، أما على المستوى المحلي فكانت بصمته في إحداث الفارق بعد توليه منصب أمين مجلس التخطيط الوطني ومدير مجلس التطوير الاقتصادي في عهد النظام السابق، وكانت له مساهمته في رؤية ليبيا 2025 التي لم تكتمل ووضعها النظام السابق في أدراج النسيان لأسباب عدة أدرك من خلالها الفقيد وكل من كان له تطلع في النهوض بالبلاد، ألا رغبة صادقة للنظام من أجل التحديث والتغيير.
ولم يغفل جبريل بعد ثورة فبراير مطالب الشعب، فسارع إلى الانضمام لإرادة الليبيين ليستعيد بذلك هيبة البلاد بعد أن ساهم في الحصول على اعتراف عدة دول بالمجلس الوطني الانتقالي، الذي شغل فيه منصب رئيس المكتب التنفيذي طيلة أكثر من 7 أشهر، وبعد السقوط الكامل لنظام العقيد القذافي أسس الراحل حزب تحالف القوى الوطنية وشارك به في الانتخابات التي جرت في البلاد.
وواصل جبريل رئاسته للحزب الذي صمد طيلة هذه السنوات بخلاف غيره من الأحزاب التي تلاشت بسبب الظروف، ولم يغير من موقفه في النهوض بليبيا سواء بالمبادرات السياسية أو طرح الحلول التي من شأنها أن تعيد البلاد إلى الاستقرار.
وفي مطلع شهر أغسطس من عام 2017 تقدم الدكتور محمود جبريل للهيئة العليا للتحالف باستقالته من منصبه كرئيس لحزب التحالف الوطني، دون التنصل من العمل والإشراف، متيحاً المجال للدماء الجديدة والكوادر الشابة حسب تطلعاته آنذاك.
وبعد تفشي فيروس كورونا في العالم لم يكن جبريل بمنأى عن الوباء الذي أصابه في القاهرة، ليتوفاه الأجل في الخامس من أبريل، تاركاً خلفه مسيرة حافلة بالإنجازات تجاه بلده ليبيا.
ووُري جثمان الدكتور محمود جبريل الثرى الاثنين 6 أبريل 2020 في المقبرة المخصصة لليبيين في القاهرة، في جنازة اقتصر فيها الحضور على أفراد العائلة وأعضاء السفارة الليبية في مصر، ليُودّع الدنيا بعيداً عن وطنه ليبيا الذي كان حلم حياته أن ينهض بها إلى مصاف الدول المتقدمة، وإنقاذها من الفوضى التي امتدت من الماضي إلى الحاضر رغم التغيير في 2011.