الليبيون وخلود درس للساسة: وداعاً للاحتيال
218TV| خاص
لم يتيقن الليبيون حتى لحظة إعداد هذا التقرير من “الرواية المعتلة” للطالبة خلود حمزة التي قالت إنها نالت براءة اختراع من ألمانيا، وإن مال الليبيون إلى عدم تصديقها بحسب ما أظهره رصد لمنصات وسائل التواصل الاجتماعي طيلة الأيام القليلة الماضية، لكن على هامش قصة خلود يمكن رصد “إشارة ومفارقة” أخرى مثّلت درسا لشريحة أخرى ومختلفة من الليبيين، فالليبيين أظهروا مقدرة خاصة خلال الأيام القليلة الماضية في تقمص دور المحقق الشهير شيرلوك هولمز.
ما إن تناثرت صور خلود على منصات وسائل التواصل الاجتماعي حتى دارت عملية تحقيق إلكتروني شاملة للتحقق من مزاعم خلود، فقد أكد الليبيون على نحو لافت أنه لا مجال بعد اليوم لأن يخترع عليهم أحد قصة أو رواية، إذ “نبشوا” في قاعدة بيانات الموقع التي قالت خلود إنه منحها براءة الاختراع، قبل أن يصبح العديد من المعلقين بمنصات التواصل الاجتماعي خبراء في “الأختام الدولية”، فقد أظهر عديدون “خبرة كبيرة” في تصريف الأختام التي ظهرت على شهادة خلود إلى جهاتها الأصلية، علما أن أحد الأختام يخص التاج الملكي البريطاني.
الرسالة والدرس المستقى من قصة خلود رغم جو الطرافة والسخرية والشفقة الذي رافق القصة من بدايتها إنه لا مجال للاحتيال بعد اليوم، وأن تركيب أي قصص، واختلاق أي أحداث سيكون له الليبيين بالمرصاد، وأنهم سيجولون القرية الكونية “زنقة زنقة” بحثاً عن الحقيقة، وهو سلوك من شأنه أن يقطع في المرحلة المقبلة “سبّوبة” من امتهن “الفوتوشوب”، أو “ضرب الأختام”، أو “فبركة الأخبار”، وعلى من يريد أن يفكر بهذا السلوك من الآن فصاعدا فعليه أن يفكر مليون مرة، وأن يتعظ من “الدوامة” التي سحبت خلود، وهو ما خلق لها حرج اجتماعي هائل.
رسالة مزدوجة بلا شك للساسة الذين قد يمتهنون الفبركة في الانتخابات المقبلة، وأيضا هي رسالة لـ”أصحاب الطموح السياسي” لتعليمهم كيف يبدأون السياسة وعالم الشهرة بلا “احتيال”، علما أن احتيال خلود – إن ثبت – هو من النوع الذي لا يترك ضحايا أو مظلومين، وهو من النوع الذي يمكن تبريره أو القفز عنه، لما هو أهم في اليوميات الليبية.