الليبيون للسراج: حرّك أسطولك.. رانا تعبنا
218TV|خاص
في المثل الشامي “ذائع الصيت” والذي يمكن لرئيس المجلس الرئاسي فايز السراج أن يكون قد سمعه من المبعوث الأممي إلى ليبيا “الشامي” الدكتور غسان سلامة: “كون غيور وما تكون حسود”، ما يختصر “المطلوب ليبياً” من السراج “المحاصر” بـ”خطوط طويلة” من طوابير الليبيين أمام “الخبزة” و “البنزينة” و “السيولة”، فحكومة كوريا الجنوبية على وشك تحريك بارجة حربية من النوع المتوسط للإبحار صوب الساحل الليبي في مهمة إنقاذ لمواطنها المهندس الذي خطفته عصابة في جنوب ليبيا قبل نحو شهر، ورغم “المجازفة العسكرية” التي تنطوي عليها “الخطوة الكورية” لكن بعض الدول يأتي مواطنها على رأس الأولويات.
“يستغيث” مواطن كوري بدا بصحة جيدة في مقطع فيديو فتتحرك بارجة حربية على هيئة “أسطول بحري”، لكن السراج لا يبدو أنه “يغار” من الكوريين، فكل “أنين الليبيين”، وكل الليبيين المخطوفين والمفقودين لم يُحرّكوا تصريحاً من السراج، يتعهد فيه بالكشف عن مصيرهم، وضرب “قتلتهم وخاطفيهم”، لكن الرجل يُبْدي وفاءً غير عادي لـ”البيانات” التي تناسلت وتشابهت إلى “حد ملل الليبيين”، إذ لم يُشاهد السراج لحظة واحدة وهو يقف في طابور سيولة أو خبزة أو بنزينة متقصياً الحال الذي أنهك الليبيين.
السراج ومعه الطبقة السياسية في ليبيا “لم يغاروا” أيضا من “درس آخر” طيّره الكوريون قبل شهر حينما أخضعوا رئيسة بلادهم لتحقيقات وأحكام القضاء، فيما شوهدت الرئيسة وهي تتنحى باكية، ثم تجر خطواتها صوب السجن لتقضي أكثر من 50 عاماً في أحكام متراوحة، لكن أحداً في ليبيا لم يدافع عن الرئيسة ذات الملامح البريئة، لأن الثقافة السائدة ألا يعترض أحد على “سلطان القضاء”، و “إرادة الأمة”، فما بالك لو أنها مدّت يدها إلى جيوب الليبيين لـ”تؤثث مكتباً فارهاً” بمليون دينار للمكتب الواحد، أو مثلا لو أنها أنفقت نصف مليون آخر على “لمسة رفاهية”.
سيؤول حرّكت أسطولها وهذا شأن الدول التي تستثمر بالإنسان. وفايز السراج لا يزال معه متسعاً لأن “يغار” ويُحرّك أسطوله للدفاع عن كرامة الليبيين الذين تفنّن الساسة بهدرها في “السبع العجاف” مثلما “تفننوا” في “إهدار المال العام”، وفي رواية أخرى “نهبه” والعُهْدة على ذمة المبعوث الأممي “الجنتلمان”.