الليبيون أوفياء لـ”مطبخهم”.. و”مطبخ المُسْتعمِر” حضر
218TV| خاص
في دول الشام يشتهر مثل ذائع الصيت. “عند البطون تغيب الذهون” ومعناه أن الإنسان حين يجوع فإن ذهنه لا ينشغل بشكل أو نوعية الطعام بل بملء بطنه، لكن هذا المثل تحطم مع “الوفاء” الذي أبداه الليبيون إزاء مطبخهم وطعامهم المُتأثّر بـ”الاستعمار”، وكذلك بـ”جوار الغرب”، مع اهتمامات أقل بمطابخ عربية وأجنبية أخرى، فيما يظل لكل مدينة أكلتها المميزة، أو طريقة الإعداد المميزة، فيما يظل وفاء الليبيين لذائقتهم في الطعام أمراً مميزاً، ولافتا بحسب انطباعات عامة، رغم سلسلة الأزمات والمشاكل التي دفعتهم إلى ارتضاء حياة “الحد الأدنى”.
يميل الليبيون إلى المطبخ الإيطالي الذي فرض “بصمته الخاصة” على الطعام الليبي، إلى حد أن العديد من مصطلحات الطعام في ليبيا لا تزال تُلْفظ بأسماء إيطالية، فيما تحشر “التوابل الطليانية” نفسها حتى في الطعام الليبي الخاص، فيما يظهر أن مطابخ أخرى قد مال إليها الليبيون مثل المطبخ المغربي والتونسي اللذين أهديا المائدة الليبية العديد من أصناف الطبخات والأكلات، عدا عن التوابل الخاصة لهذه المطاعم، فيما لا يميل الليبيون أخرى إلى مطابخ دول الجوار الأخرى، مع رصد “استثناءات قليلة” للمطبخ المصري الذي فرض “حضوره الخجول” عبر بوابة “التداخل الاجتماعي” في المنطقة الشرقية، إذ تزوج ليبيون من مصريات، وكذلك مصريون من ليبيات.
عمليا، وعبر عينات عشوائية فإن الليبيون يبدو أنهم لا يميلون نهائيا إلى “المطبخ الآسيوي” التي يتصدرها “الأكل الصيني”، فيما جنوب شرق القارة الصفراء يحتوي على العديد من المطابخ الآسيوية التي تُعد ب”أعشاب خاصة” لها طعم غير مُحبب، كما أنها لا تنبت إلا في تلك الدول، وهو ما يجعل الليبيين أسوة بشعوب عدة في منطقة الشرق الأوسط ينفرون من بعض “البهارات الآسيوية”، لكن قطاعا واسعا من سكان الشرق الأوسط بدأوا يميلون إلى “السوشي”، وهو أكل ياباني يُعد معظمه من لحم سمك “شبه نيء”، يُلف بالأرز المطهو وبعض الخضار المسلوقة، فيما تمددت أنواعه لتصل إلى أكثر من 200 صنف.