اللبنانيون ينتفضون مجدداً ضد “الطبقة الفاسدة”
اندلعت اشتباكات بين متظاهرين وقوات الأمن بالقرب من البرلمان اللبناني، اليوم السبت، احتجاجا على من يسمّيهم المحتجون بـ”الطبقة الفاسدة”، وتنديدا بانفجار بيروت الهائل.
وقال متحدث باسم الشرطة، إن شرطيا لقي حتفه عندما سقط في فتحة مصعد بمبنى مجاور بعد أن طارده محتجون، بينما ذكر الصليب الأحمر اللبناني إنه عالج 117 شخصا أصيبوا في موقع الاشتباكات في حين تم نقل 55 آخرين إلى المستشفى.
ويرى كثير من اللبنانيين أن الانفجار الذي دمّر أحياء كاملة وقتل ما لا يقل عن 154 شخصا، هو أحدث وأخطر مظاهر فساد وإهمال النخبة السياسية في البلاد.
وحوّلت الاحتجاجات الشوارع القريبة من مبنى البرلمان إلى مناطق اشتباكات، حيث أزال المتظاهرون حواجز معدنية وخرسانية تعترض الوصول إلى المنطقة وألقوا الحجارة على قوات الأمن التي ردت بوابل من الغاز المسيل للدموع.
كما تجمعت حشود كبيرة للتظاهر في ساحة الشهداء القريبة، حيث اندلعت احتجاجات تطالب بإقالة كبار السياسيين في البلاد منذ الخريف الماضي، وقال كثيرون إن الغضب من الانفجار دفعهم للنزول إلى الشوارع.
من جهته، قال رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب، اليوم السبت إنه سيقترح انتخابات مبكرة لكسر الجمود الذي يغرق البلاد في أعمق أزمة سياسية واقتصادية كل يوم.
وأضاف دياب في خطاب متلفز “لا يمكننا الخروج من الأزمة الهيكلية في البلاد دون إجراء انتخابات برلمانية مبكرة”، وتباع: “سأقترح يوم الاثنين على مجلس الوزراء مشروع قانون لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة”.
واستمرت الاحتجاجات ضد الطبقة السياسية في الاشتعال مع غرق الاقتصاد، ورفضت البنوك منح المودعين إمكانية الوصول إلى أموالهم، وارتفعت معدلات البطالة والتضخم.
يتصاعد الغضب من الطبقة السياسية في لبنان منذ الخريف الماضي، عندما أطاحت الاحتجاجات برئيس الوزراء، لكن المؤشرات على أن الإهمال الحكومي متجذر، دفع التوترات إلى نقطة الغليان.