اللبنانيون يغرقون بـ”كوميديا الانتخابات”.. و “الفصحى” غابت
218| خاص
مضى على آخر انتخابات برلمانية شهدها لبنان تسع سنوات، مدّد خلالها مجلس النواب اللبناني لنفسه ثلاث مرات، قبل أن تتوافق الأطراف السياسية في لبنان على إجراء انتخابات برلمانية جديدة ستجري يوم السادس من أيار المقبل، وخلافا لآخر نسخة من الانتخابات البرلمانية فإن فكرة التصويت لا تشغل بال اللبنانيين قبل نحو شهر من يوم الاقتراع، فالانتخابات تُواجَه ب”سخرية كبيرة”، وما يشبه “اليقين” أن نفس الوجوه قد تعود إلى تركيبة البرلمان المقبل.
من حيث الإنفاق لم يبخل اللبنانيون على “اليافطات الانتخابية”، بل لوحظ أنع أُنْفِق عليها ب”سخاء كبير”، إذ لم يترك المرشحون زاوية إعلانية من دون أن ينشروا فيها صورهم وأفكارهم، التي لوحظ أن “الفصحى” غابت بشكل شبه تام عنها، مع ميل لمخاطبة الناخب اللبناني باللهجة المحكية محلياً في الداخل اللبناني، لكن اللبنانيين قد أحالوا العديد من يافطات المرشحين إلى مجال للسخرية، فقد سادت أدبيات وعبارات “النزاهة والشفافية والعدالة” على يافطات المرشحين، فيما كان اللبنانيين يذكرونهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي ب”المشكلات المزمنة” في لبنان من الكهرباء التي تزور منازل اللبنانيين على استحياء، إلى تلال أكياس القمامة التي تعلو بقوة وسط غياب تام لآليات معالجة جمع القمامة من شوارع العديد من المناطق في لبنان.
في السياسة يُعْتقد لبنانياً أن برلمان عام 2018 لن يختلف عن تركيبة برلمان عام 2009، ويتردد أيضا أن الأحزاب والقوى السياسية قد اتفقت على خارطة نفوذها انتخابياً على امتداد لبنان بما يُشكّل نحو مائة مقعد من البرلمان الذي يتكون من 128 مقعداً، وهو ما يعني أن نحو 28 مقعدا فقط سيجري الخوض فيها، إذ من المرجح أن يكون لمؤسسات المجتمع المدني “نصيب كبير” منها، علما أن هذا العدد من المقاعد لا يكفل لأصحابها تغيير القرار السياسي، وسط مخاوف من أن العديد من الذين ترشحوا مستقلين أن ينضموا بعد الفوز إلى الأحزاب الكبيرة التي تتنافس فيما بينها على الهيمنة والنفوذ والثروة.