“الكوني” يُقر بصعوبة إخراج المرتزقة المتمركزين جنوب البلاد
أكد نائب المجلس الرئاسي موسى الكوني طلبه من مختلف مراكز إيواء المهاجرين، السماح بمغادرة النساء والأطفال والعمالة أو طالبي اللجوء المسجلين لدى المفوضية السامية للمهاجرين.
وأضاف الكوني خلال لقائه وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية “روزماري ديكارلو”، ورئيس البعثة الأممية السيد “يان كوبتش”، أن السلطات الليبية تتعامل مع المهاجرين الموجودين على أراضيها كضيوف وعابري سبيل، ويلقوا الرعاية والحماية، ومساعدتهم في العودة لأوطانهم أو في طريقهم لدول المقصد، حيث أكد استئناف عودة الرحلات المخصصة لتوصيل المهاجرين إلى بلدانهم، مشيراً إلى أنه قد كلف فريقاً من مكتبه لمتابعة سير العمل بالخصوص، مشدداً على أن الحل لمعالجة هذا الملف يكمن في نقل المعركة ضد الهجرة من البحر إلى الجنوب، وهو ما سيعزز الجهود لقطع الطريق أمام هذا الخطر الذي لا يقلق ليبيا فقط بل يقلق المنطقة وبلدان المتوسط وفق بيان الرئاسي.
وفي ذات السياق أقرّ الكوني بصعوبة خروج المرتزقة الموجودين جنوب البلاد، حيث يصعب عودة فصائل المرتزقة السودانيين الذين كانوا يقاتلون مع بعض الأطراف الليبية ألى السودان، دون الاتفاق مع الحكومة السودانية، مضيفاً أن هذا الأمر لا ينطبق إلا على بعض الفصائل التي وقعت على اتفاقية مع الحكومة السودانية، لكن الفصائل التي لم تلتزم بذلك مثل فصيل “النور” فإن السودان لن تسمح لهم بالعودة إلا إذا تخلصوا من سلاحهم وهذا يحتاج إلى مساعي للمصالحة وتمهيد الطريق لعودة هؤلاء وإدماجهم من جديد في بلدهم.
وتابع الكوني أن الأمر لا يقل تعقيداً على الحدود التشادية حيث تتمركز فصائل مسلحة معارضة للحكومة في نيامي، وبالتالي فإن إخراج هؤلاء من الجنوب الليبي يُشكّل تحدياً عسكرياً واستراتيجياً على درجة من الصعوبة، خاصة مع التلويح بصدور قرار حكومي تشادي بمواجهة هؤلاء عسكرياً، وهو ما لا نراه حلاً للمشكلة، خاصة مع تمركز هؤلاء في مناطق صحراوية صعبة بحسب الكوني.
وحصر الكوني الإشكاليات التي تواجهها ليبيا على حدودها مع النيجر في مسألة تدفق الهجرة غير القانونية، والإجرام العابر للحدود، بما في ذلك مهربو البشر ومهربو الأسلحة، وما يشكله من تداعيات على الأمن والاستقرار في ليبيا والمنطقة.
من جانبها شددت “روزماري ديكارلو” على ضرورة إشراك النساء في العملية الانتخابية ليس فقط كناخبة ولكن أيضاً كمترشحة، مشيدةً بنجاح المفاوضات التي تمت بين اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) والتي اعتبرتها خطوة مهمة لتحقيق الاستقرار في ليبيًا، وخاصة فيما يتعلق بالاتفاق على آلية خروج القوات الأجنبية، والمرتزقة من ليبيا، مشددة على اهتمام الأمم المتحدة بدعم جهود الرئاسي والشركاء من الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بدعم الحدود وتأمين الثغور الجنوبية لليبيا، لما يُمثله ذلك من أهمية استراتيجية للتصدي لمختلف التهديدات، بما في ذلك إشكاليات الهجرة غير الشرعية.
وأعربت ديكارلو عن قلق الأمم المتحدة بشأن الأحداث الأخيرة في مركز إيواء المهاجرين بطرابلس، مثمنةً المساعدة في إخراج النساء والأطفال والفئات المستضعفة من مراكز الإيواء، واستئناف رحلات العودة الوهبة ورحلات إعادة التوطين لطالبي اللجوء.