الككلي والشريف يجمعان رياضيي ليبيا
تقرير |218
لا يختلف اثنان على أن الرياضة تجمع ولا تفرق، فهي أخلاق قبل كل شيء وفي أصعب الظروف تجسد الرياضة الليبية صورا حية للتلاحم والإخاء وهذا ما حدث عند توقف النشاط الرياضي رسميا بسبب الأحداث في ليبيا.
ومنذ إعلان نادي الأهلي بنغازي إصابة لاعبه في فئة الأشبال مؤيد الشريف بمرض خطير حتى تنادت جميع الأندية وأغلب اللاعبين لدعم اللاعب وعلاجه بأسرع وقت، ولم تقف المبادرات هنا بل تجاوزات صفحات التواصل الاجتماعي والعالم الافتراضي لتنتقل إلى أرض الواقع وإلى المكان المفضل لدى مؤيد الشريف وهو المستطيل الأخضر.
وكانت ملاعب طرابلس ضمن أبرز الداعمين لشبل الأهلي بنغازي، والبداية كانت مع نادي الاتحاد الذي نظم مباراة ودية حضرها مؤيد لدعمه وتشجيعه على العلاج.
وقبل سفره لبدء رحلة علاجه كان نادي المدينة حاضنا له رفقة رئيس هيئة الشباب والرياضة الدكتور بشير القنطري في مباراة ودية جمعت قدامى الاتحاد والمدينة ونجوم كرة القدم الليبية على شرف لاعب المستقبل مؤيد الشريف الذي وجد كل التشجيع من النجوم القدامى لمواصلة علاجه وتحقيق حلمه على المستطيل الأخضر.
وفي قصة مشابهة، لم ينس رياضيو ليبيا من كان رفيقهم في يوم من الأيام قبل أن يخطفه الموت فجأة إثر سكتة قلبية يوم التاسع من مايو الماضي عندما استيقظ الشارع الرياضي على خبر وفاة مدرب فريق الشط ومدرب الفئات السنية بنادي الأهلي طرابلس سابقا هشام الككلي الذي شكل رحيله صدمة لكل من عرفه.
وكان الككلي شخصية محبوبة في شرق البلاد وغربها فهو أخ مدرب المنتخب الأولمبي والهلال سابقا محمد الككلي، كان الأهلي طرابلس سبّاقا بتكريم ابنه الراحل بإقامة مباراة ودية مع فريق الشط في ملعب النادي.
واللافت للانتباه هو التكريم الذي حظي به الككلي في بنغازي عندما نظم نادي النصر مباراة تكريمية لروح الفقيد جمعت بين نجوم كرة القدم المحليين والقدامى رفع من خلالها الجميع صورة المدرب الشاب هشام الككلي ليقولوا له وداعا من أكثر الأماكن التي يعشقها الككلي وهي ملاعب الساحرة المستديرة.
ما حدث في طرابلس وبنغازي صورة حقيقية للرياضة الليبية التي يفسدها المسؤولون بصراعهم المستمر على المناصب والكراسي دون الالتفات لتنمية الجانب المضيء من حياة الليبيين.