“الكسكسي”.. سيد المائدة الليبية “فرّط به المسؤولون”
خصصت الفقرة الرئيسية في برنامج “العشية” على قناة “218”، للحديث عن أكلة “الكسكسي” التي دار حولها في فضاء “السوشال ميديا”، جدلا واسعا، بعد قيام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونيسكو” بإدراجها ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي، بطلب من الجزائر والمغرب وموريتانيا وتونس.
ولم تُدرج ليبيا في القائمة مع أن طبق “الكُسكُس” المعروف في ليبيا منذ أقدم الأزمنة باسم “الكسكسي”، لإهمال المسؤولين الليبيين في متابعة الملف مع الدول المغاربية، ووفق القرار تعتبر حالياً آكلة أغلب العائلات الليبية في يوم الجمعة “الكسكسي”، غير ليبية.
وقدّم برنامج “العشية” تقريرا استعرض فيه أنواع أكلة “الكسكسي”، والذي يعتبر من أهم الأكلات التي تقدم في المناسبات الاجتماعية، والأكثر حضورا على السفرة الليبية إلى جانب البازين وغيرها من الأكلات الليبية، فيما يعكس التنوع الثقافي في ليبيا صورة فريدة على طريقة تحضير “الكسكسي” الذي يتم تجهيزه بعدة اشكال مختلفة سواء “بالبصلة” أو بالخضروات وبإضافة الحوت أو اللحم او حتى الدجاج.
وتمتاز كل مدينة بلمستها المميزة في تجهيز “الكسكسي”، وهذا الشيء الذي خلق التنوع لهذه الأكلة في ليبيا، وأصبح ينتشر في المنطقة المغاربية والعربية وساهم في نشرها ليبيون مغتربون وحتى ممتهني فن الطبخ الليبي.
ورغم هذا استثنت منظمة “اليونسكو” في القائمة الاخيرة، ليبيا، وهنا كان دور “السوشال ميديا” في التساؤل عن أسباب استبعاد ليبيا، وقامت العديد من الحسابات بنشر صور أكلة “الكسكسي” على صفحاتهم الشخصية في “فيسبوك”، للتأكيد على مكانته تاريخيا وفي الموروث الأصيل للمطبخ الليبي.
وشارك الباحث في الموروث الليبي، أبوبكر سليمان، في مجريات برنامج “العشية”، وأكد أن الكبار في السن قالوا إنهم شهدوا منذ صغرهم على وجود أكلة “الكسكسي”، حيث أنها معروفة منذ القدم.
وتابع سليمان بالحديث عن طريقة صنع “الكسكسي”، حيث كانوا قديماً بعد حرث وحصد القمح وبعد عملية طويلة من تجهيزه وصولاً إلى “الرحاء” ومن خلاله يظهر قطع صغيرة من القمح يصنع منها “الكسكسي”، وتأخذ بعد ذلك المرأة الليبية هذه القطع وتجهّزها بيديها مع وضع الدقيق الناعم، موضحا الفرق في صنع “الكسكسي” بين المدن الليبية.
وقال الباحث سليمان، إن “الكسكسي” أكلة خاصة وجزء من العادات ومن الهوية الليبية التي لا يمكن لليبيين الاستغناء عنها، وإن انكرت ذلك بعض الجهات وحتى المنظمات العالمية، إلا أن “الكسكسي” أكلة ليبية وبجدارة.
واستعرض “العشية” استطلاعا لمجموعة من المواطنين في مدينتي كاباو والمرج، وطالب مواطنون من الحكومة الليبية توقيع وثيقة لإدراج “الكسكسي” ضمن الأكلات الليبية للمحافظة على الموروث الثقافي.
واستغراب البعض من هذا القرار معتبرين أنه “غير منصف”، حيث أن “الكسكسي” من ضمن الأكلات الليبية المشهورة، ولن يتم الاستغناء عليها.