القيصر الجديد يحاول فرض توقيته..!
218TV
بين بوتين وأوباما مسافة تسمى " سوريا "، ففي الوقت الذي انتزعت فيه موسكو المبادرة في الملف السوري في الأسابيع الأخيرة بعد تعزيز وجودها العسكري في هذا البلد، وبعد ما أصر فلاديمير بوتين على التمسك ببقاء الأسد، كان هذا التصاعد مفتاحا لتغييرات في المواقف من إمكانية الحوار مع الأسد امتدت من واشنطن إلى أنقرة مرورا ببرلين.
في الوقت الذي ينجح فيه بوتين، يرى مراقبون أن أوباما لا يملك استراتيجية واضحة، ويحقق مزيدا من الفشل ضد الأسد وداعش. لكن الإندفاع الروسي بحسب تحليل مونتي كارلو يدفع بواشنطن للإيحاء بأنها ستطرح مبادرة جديدة، بينما تطالب باريس بالعودة إلى مفاوضات جنيف .لكن القيصر الجديد يحاول فرض توقيته كي يؤمن مصالحه العليا وهو يتموضع كما باقي الإطراف ضمن ساحة لتصفية الحسابات وتقاسم مناطق النفوذ أما الحل السياسي الواقعي ومحاربة تنظيم داعش فهي عناوين لتبرير المواقف،
من جهة أخرى كشفت التصريحات الروسية والأميركية، عشية اللقاء المرتقب اليوم الإثنين بين الزعيمين باراك أوباما وفلاديمير بوتن في نيويورك، عن توافق بشأن تنسيق الجهود للتصدي لداعش والتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية.
أكدت تصريحات بوتن ووزير الخارجية الأميركي، جون كيري، على اتفاق ضمني لمحاربة داعش لكنه لا يكشف عن ملامح بشأن مصير الأسد.
وفي حين أكدت تصريحات بوتن ووزير الخارجية الأميركي، جون كيري، على اتفاق ضمني لمحاربة داعش لكنه لا يكشف عن ملامح بشأن مصير الأسد. فكيري كان قد قال قبل أكثر من أسبوع إن واشنطن، التي طالبت طيلة الأعوام الماضية برحيل الأسد، ترى في الوقت الحالي أن مسألة بقائه قابلة للبحث فقط في مرحلة عملية التفاوض.
أما بوتن، فقد أكد في لقاء مع قناة "سي.بي.أس" الأميركية أن السبيل الوحيد للتوصل إلى حل أزمة سوريا هو دعم الأسد، الأمر الذي يفتح الباب على استمرار التباين بين واشطن وموسكو.
إلا أن المتحدث باسم الخارجية الأميركية، جارد كابلان، أشار في لقاء مع "سكاي نيوز عربية" إلى عدم وجود خلافات بين واشنطن وموسكو في الملف السوري، إذ أن الطرفين متفقان على القضاء على داعش والعودة إلى المفاوضات.
وأوضح أن بوتن وأوباما سيبحثان آلية العودة إلى المفاوضات للتوصل إلى حل للنزاع السوري مع كل الشركاء، مؤكدا في الوقت نفسه أن واشنطن لاتزال على موقفها أن لا مكان للأسد في مستقبل سوريا ويجب أن يتخلى عن السلطة.
ووفقا للخبير في شؤون الشرق الأوسط، أندريه سبتبانوف ، فإن الرئيسين سيبحثان خلال اللقاء المرتقب اليوم الاثنين "بعض تفاصيل التنسيق بين البلدين" على صعيد حل الأزمة السورية، مع توافق على ضرورة "إشراك نظام الأسد في العملية السلمية" في حين أن مصير بشار قد حسم.
وفي حين سبتبانوف أن كافة الأطراف باتت متوافقة "على عدم وجود دور للأسد في التسوية السلمية"، كان الرئيس الإيراني واضحا حين قال لشبكة "سي.أن.أن "اعتقد اليوم أن الجميع يوافقون على بقاء الرئيس الأسد في منصبه حتى نتمكن من قتال الإرهابيين"، في إشارة إلى داعش.
ويبدو أن لقاء أوباما وبوتن سيبحث الملف السوري من زاوية الأولويات، وهي محاربة داعش ومنع انهيار مؤسسات الدولة السورية ومشاركة الأسد في أي مفاوضات تهدف إلى انهاء النزاع مع الإصرار على أن لا يلعب دورا في المرحلة الانتقالية.
وكان قد تردد في واشنطن الحديث عن محاولات روسية بأن يتم اجتماع بوتين ـ أوباما، قبل أن يلقي أوباما خطابه، على أمل أن ينجح بوتين في إقناع أوباما بتعديل أي فقرات مؤججة للخلاف بين القوتين العظميين، قد تكون واردة في الخطاب المعد سلفا.